اليوم الوطني للمملكة الذي يصادف الثامن والعشرين من ذي القعدة من عام 1435ه، يوما له بريق ومعنى خاص لدى كل مواطن نشأ وترعرع واشتد عودة على أرض المملكة الطاهرة ففيه يتجسد التاريخ وتحتشد وقائعه لتحكي أروع الملاحم الطولية التي قادها الموحد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لتجميع شتات هذه الأمة وتوحيد أجزائه تحت راية واحدة راية التوحيد والشموخ وفيه أيضا تتجلى الإرادة القوية والعزيمة الصادقة والحس الوطني الرفيع الذي فجر في هذه الأمة طاقة من البناء والتقدم والارتقاء عاما اثر عام حتى بلغنا هذه المرحلة المتقدمة من مسيرتنا التنموية المباركة لذلك لا يأتي هذا اليوم إلا ويجدد فينا كل هذه الشعور الوطني لنقف معه ومع هذه الذكرى الخالدة وقفة تأمل ووقفة إجلال وإعزاز لنسترجع فيه قسماً كبيراً من جهاد الأجداد والإباء واستلهم منه ومضات عظيمة من التضحية والبذل وتنطلق منه الآفاق الرحبة من الشعور بالمسؤولية تجاه مكتسباتنا ونهضتنا العصرية والحديثة ان المتمعن في المسيرة البطولية والجهادية التي قادها المؤسس سيجد في أضابيرها حالة كاملة من الفهم العميق متطلبات التحول وضروراته فالمعركة لم تكن ضد الشتات وحده والتخلف او الفقر او المرض بل كانت ضد كل هذه الأشياء مجتمعة لتأسيس كيان كبير ينعم به الاستقرار والأمن والطمأنينة وله نفوذه وثقله واحترامه وقدسيته وقد وفق الله تعالى المؤسس الفذ ان يكون من ذلك الصنف من الرجال الذين يملكون العزيمة والحكمة وبعد النظر وثاقبة الرأي والقدام والشجاعة ووهب له أبناء لا تلين شكيمتهم ورجال لا يعرفون إلا الولاء لقائدهم والوفاء لامتهم فكان النصر حليفهم والتوفيق استحقاقهم في كل خطوة من خطواتهم لتنطلق الأمة بأكملها من حالة الغفلة الى الوعي ومن الضياع الى النماء ومن الفرقة إلى الوحدة المبنية أسسها من الشريعة الإسلامية منهاجاً لها ومن العدل وإحقاق الحق والسلام مرتكزاً لعلاقتها الخارجية مع المجتمع الدولي بأكمله إننا ونحن نحتفل بذكرى يومنا الوطني إنما نحتفي بمسيرة ثرية بالتواصل والعطاء منذ أن وهب الله لهذه الأمة قائدها المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمة الله وأبنائه من بعده حتى عهدنا الزاهر بقيادة باني نهضتنا الحديثة مليكنا الحبيب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله الذين أعطوا لهذا الوطن المكانة المرموقة التي يحتلها عربيا وإسلاميا ودوليا وتحقق فيه انجاز هائل وضخم من العمل الاقتصادي المتين حتى أضحت ارض المملكة منارة شعاع حضاري بما تحمله الكلمة من دلالة حتى أصبحت بلادنا مضرب المثل في كافة المجالات. * رئيس مجلس إدارة شركة الخليفي وعضو لجنة أهالي البكيرية