إبراهيم الرويشد الذي تخطى عتبة السبعين من العمر؛ اصطحبنا في جولة قديمة بالمملكة العربية السعودية. يتميز ابن رويشد بأنه متعلم، عمل في المحاماة لفترة طويلة ثم تركها منذ خمسة عشر عاما. لذا؛ فإن ذاكرته تنضح بالذكريات والمقارنات والمقاربات وكذلك الآراء والدراسة المجتمعية القائمة على التبصر والمعتمدة على الحب والانتماء الكبير لهذا الوطن الحبيب. إبراهيم يتذكر أن المواصلات التي يرهقنا ازدحامها في الشوارع طوال اليوم هذه الأيام دخلت مع بدايات عهد الملك سعود -يرحمه الله- وهو يقول ككل البلاد العربية؛ كنا نستعمل الجمال والبغال في تنقلاتنا. وللحديث حول المال معه شجن، فهو يتذكر أن أول اتباع للخطط الخمسية مثلا، كان في عهد الملك فيصل -يرحمه الله-، وهو يتذكر مع بدايات الطفرة كيف كان الناس يكسبون أموالًا ولا يحبذون وضعها في البنوك، ويقول كان الناس مع بدايات ظهور البترول في خير إلى اليوم. واليوم يرى إبراهيم الرويشد أن حل مشكلة الشباب يكمن في المشاريع الصغيرة ودعمها ليصبح لكل شاب مشروعه الخاص، وبكثرة هذه المشاريع وتنوعها يستفيد الاقتصاد الوطني وتدور عجلة الاقتصاد.. ويقول: أتطلع الى رؤية 2030 بكثير من الاستبشار والتفاؤل وأدرك أن قيادتنا حكيمة وأنها ستقوم بما هو مرجو منها في نهضة الوطن ورفعته. وفي حديثه عن الحياة الاجتماعية يتذكر عم إبراهيم بدايات دخول التلفاز للمملكة وما تبع ذلك من مواقف مضحكة، منها: اعتقاد بعض الناس أنه يسكنه جن، ومنها أن النساء كن يغطين وجوههن حين يظهر على شاشته رجال.. كما تحدث عن شوارع الرياض في تلك الفترة التي كانت مظلمة وتسكنها الكلاب. اليوم كلنا نلمس الأمن والأمان، ونشاهد النهضة العمرانية والتوسع التكنولوجي الحديث. وقال ابن رويشد: المقارنة بين الماضي والحاضر يطول الحديث فيه، ولكن يمكن أن نختصرها في أمرين.. الأول: في الصورة التي تظهر حياتنا في السابق والفارق الواسع بينها وبين شكل الحياة اليوم. الأمر الثاني: وهو طلب مني لأبنائنا وبناتنا من جيل اليوم أن يركزوا في الملاحظات حول العمران وحياة الناس في البلاد التي يزورونها، وبلادهم المملكة العربية السعودية، وبخاصة في البلدان التي تحيط بنا. سنرى الفارق بين بلادنا بما فيها من أمن وأمان وحضارة ورقي وخير، وما نحتاجه كمجتمع من تفاعل ليكتمل بناء الإنسان السعودي مع كمال البناء الحضاري السعودي.