في مناسبة الوطن من كل عام نفرح ونستعيد منها الفخر والقيمة الوطنية في ذكرى توحيد وطننا الغالي على يد المؤسس القائد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، وهي فرصة نجدد من خلالها تأمل ما حدث من مواقف تاريخية ومشرفة كبيرة وما تحقق من إنجازات. مع حلول هذه المناسبة الوطنية في عامها 86 نسترجع نبض الشعراء والإبداع الشعري في ذلك الزمن، وقد نالت من الشهرة والإعجاب ما لم تنله غيرها، كما حدث مع قصيدة "سلام واثني سلام" للشاعر سعود العيد -رحمه الله- الملقب ب "جوفان".. شاعر حائل المشهور، عندما سطر أروع قصيدة تاريخية ألقاها أمام الملك المؤسس عندما قدم إلى حائل عام 1353ه.. وجوفان هو صاحب أشهر العرضات السعودية التي جسدت الثناء والمدح في موحد البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود طيب الله ثراه.. تلك القصيدة ألقاها أمام الملك في قصر الإمارة، أمام جمع غفير من عامة الناس وكان الشاعر يبلغ من العمر خمسة عشر عاما. شاعر حائل «جوفان» يُخَلّد قصيدة أمام الملك المؤسس في حين أكد عدد من المؤرخين بالمنطقة أن الملك المؤسس كان قريبا من الجميع، الصغير قبل الكبير. ومن الصور التي لازالت عالقة بالذاكرة جولاته العديدة على بيوت أهالي حائل؛ حيث كان -يرحمه الله- ذو تواضع جم، وصاحب كرم وتسامح.. وبعد وحدة البلاد عم الخير والرخاء، واستتب الأمن والاستقرار. مطلع قصيدة جوفان التي ألقاها أمام الملك عبدالعزيز يقول: سلام واثني سلام سلام واثني سلام.. للي حكم نجد كله هكذا عبرت قريحة جوفان في تلك الزيارة التاريخية التي التقى خلالها المؤسس الباني مع أهل منطقة حائل وهي القصيدة الأشهر وقد تغنى فيها الشعر في أداء العرضة السعودية. أي حال تبقى هذه مناسبة القصيدة وقائلها الفقيد جوفان -رحمه الله- أصدق ما يمكن التعبير في إعادة شريط الذكريات بمناسبة هذا اليوم الجميل.