الإرهاب ومن يقف وراءه آفة يجب اجتثاثها من جذورها دون أي رحمة أو شفقة، فمن اتخذ الإرهاب سبيلاً كي يثبت وجهة نظره هو خارج عن الدين والقيم والأعراف الاجتماعية، من يتجرأ ويقتل رجلي أمن يؤديان واجبهما في حماية الأرواح والممتلكات يجب ألا تأخذنا فيه رحمة أو شفقة، يجب أن يلقى جزاءه العادل كما أقرته شريعتنا الإسلامية السمحاء "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" ، وقال عز وجل في محكم كتابه الكريم (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) ، ومن اتخذ الإرهاب منهجاً هذا جزاؤه العادل من رب العباد؛ فالإفساد في الأرض من أشد الذنوب الموجبة للعقوبة في الدنيا والآخرة، ونبي الهدى صلى الله عليه وسلم قال: "أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة وأول ما يقضي بين الناس الدماء"، وفي الحديث الشريف "والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا" ، تلك الآيات وهذه الأحاديث صريحة النصوص فيما يتعلق بقتل المؤمن بغير حق، وأولئك المتخذون الإرهاب منهجاً يدخلون فيمن يقتل النفس بغير حق فلهم في الدنيا خزي وفي الآخرة عذاب شديد. بلادنا ولله الحمد والمنّة واحة أمن وأمان، هي من أكثر دول العالم التي يضرب فيها المثل بأمنها وأمانها هذه حقيقة غير قابلة للنقاش، ومن يقوم بالأعمال الإرهابية إنما هو شاذ خارج عن قاعدة مجتمعنا المسالم الملتزم بدينه وعشقه لوطنه وبذل الغالي والنفيس من أجل ترابه وهذا ليس بجديد، فقد عُرف عن الشعب السعودي حبه لوطنه وتفانيه من أجله عبر عقود طويلة من الزمن سطر من خلالها أروع البطولات ساهمت بشكل كبير فيما نحن عليه اليوم من مكانة تعدت الحدود لتصل إلى أقصى الدنيا. الإرهاب ومن يقف وراءه ،أياً كان، لن يجدوا لهم مكاناً بينناً، مجتمعنا لفظهم فأمسوا كالخفافيش لا تظهر إلا في الظلام خوفاً من نور الحق، محاولاتهم يائسة بائسة في زعزعة أمننا وإيقاف عجلة نمونا، ونهايتهم ليست ببعيدة كون الأرض ستضيق عليهم بما رحبت، لن يجدوا ملاذاً يخفيهم عن جنود الحق والعدل، سنسمع قريباً إن شاء الله أخباراً تشفي قلوب قوم مؤمنين بالقبض على خدم الإرهاب ومرتادي الفكر الضال. الإرهاب ليس له مكان بيننا، بيئتنا أرض مقفرة له لا يمكن أن ينبت أو ينمو فيها، من أجل ذلك نرى انحساراً له يفضي إلى نهاية هي مصيره الحتمي.