وجّه البعض سهامهم تجاه المناهج الدراسية والدينية على وجه الخصوص فيما آل إليه حال البعض من أبنائنا ممن انحرف عن جادة الصواب واتجه للقيام بأعمال لايقبلها أو يبررها أي عاقل ، أقول وجهوا سهامهم نحوها وهي بريئة ، وإذا كان سبب هذا الاتهام هو المشاهد التي ظهر بها من غرر بهم وتواجدوا في مناطق الفتن والتي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي والتي يظهرون من خلالها وهم فرحون مستبشرون بأنهم سوف يؤدون مُهمة قتل أبرياء ويتفاخرون بأن الجنة أمامهم فلم يأمن من مكرهم حتى الرُكع السجود في مساجد الله ولا الأبرياء داخل البيوت الآمنة ، وللرد على تِلْك الأصوات التي ألقت تهمة الإرهاب على مناهجنا الدينية التي تُدرس في مدارسنا نقول : كلنا درسنا وتعلمنا في المدارس وقرأنا هذه المناهج فلم نجد فيها ما يُشجع أو يبرر القتل ، فلم نقرأ في كتاب الله أو في السنة النبوية أو في أي مقرر ديني أو حتى في القصص الدينية التي تُدرس بالمدارس أن دخول الجنة لا يكون إلا عن طريق قتل مُسلم أو غير مسلم ، والله عز وجل يقول {...من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} ، وقال عز وجل {ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً}هذا كتاب الله منهج يدرس في مدارسنا يحرم قتل الأبرياء فكيف نحمل المناهج وكيف يعتقد من يقوم بهذا العمل انه سيكون شهيداً ومصيره الجنة والله يقول أن مصيره النارخالداً فيها ؟ كيف يقبل أو يصدق من يريد أن يفوز بالجنة وهو يقرأ قول الله الذي توعد فيه سبحانه بأن من يقدم على قتل النفس باء بغضب الله ولعنته ؟ كيف نظلم المناهج وهذه السنة النبوية وهذا المصطفى عليه أفضل صلاة والتسليم يقول ((لا يحل دم امرئ مسلم)) وقوله أيضا ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة)) .. إن ما يدرس في مناهجنا هي طرق الدعوة إلى سبيل الله والتي حث الشارع الكريم بأن تكون من خلال التعامل الحسن في جميع معاملاتنا اليومية ومن بينها كيفية تعامل المُسلم مع غير المسلم وأوجب على الابن المسلم أن يكون باراً بأبيه الكافر في غير معصية الله ، ولقد ذكر في المناهج التى تدرس في مدارسنا أن الإسلام حرم على المسلم أن يقتل نفسه ،مما يدل على أن المناهج بريئة مما يحصل في هذا الزمان لبعض شبابنا -وهم قلة- إلا إذا وجد من بين المدرسين من يترك المناهج جانباً ويغذي الطلاب في المدارس بسلوك خاطئ فيغسل عقولهم وتقسو قلوبهم فيحللوا ما حرم الله فيقتلوا الأنفس وهم يهللون ويكبرون ولا يفرق معهم أكانت ساجدة أم راكعة في بيوت الله وهذه التصرفات التي لا تقبلها العقول التي أنار الله قلوبها بالإيمان سبق وأن حرمتها مناهجنا لذلك فان اتهام المناهج لايرضي عاقلاً أومحباً لخير هذا الوطن لانها مناهج فيها ما يحرم الظلم ويعطي الحق للمسلم ولغيرالمسلم .. والله الموفق . [email protected]