مرةً أخرى يتصدر قائد النصر حسين عبدالغني مشهد ناديه، متهماً بإقصاء الإداري بدر الحقباني من العمل، تنبع هذه الاتهامات من مشاكل سابقة بين الطرفين، نفاها الحقباني حينئذ ولكنه عاد لحظة الرحيل وجدد فتح الباب، لم يكن شجاعاً بما فيه الكفاية إذ لم يفصح عن اسم من وصفه ب"العضو النافذ" تاركاً باب التخمينات مفتوحاً من ورائه، حسين يتفق عليه عشاق الأصفر فنياً وانضباطياً، لكنه يختلفون حول سلوكياته وتصرفاته، هو لاعب فذ وقائد شهد معه النصر العودة للبطولات بعد غيبة أعوام، فنياً ما زال قادراً على العطاء شريطة أن يتفرغ لكرة القدم فقط، في هذا العام لا يبدو حسين متفرغاً بما فيه الكفاية للعب، فهو مشغول بمناوشات بينه وبين الجهازين الفني والإداري فيما يظهر إعلامياً. بعيداً عما يتصدر وسائل الإعلام، في أن حسين هو سبب إقصاء بدر من النصر، هل من المنطق أنَّ لاعباً يدير نادياً وفق ما يريد؟.. الأمير فيصل بن تركي ليس حديث عهد بالرئاسة، ونائبه عبدالله العمراني وأعضاء مجلس إدارتهم، سبق لهم العمل في النصر لأعوام كثيرة وطويلة، هم ليسوا مستجدين في الساحة الرياضية حتى يتمكن لاعب أو مدرب من تحريكهم وفق أهوائه الخاصة، ربما يكون لحسين مشاكل مع الحقباني أو حتى مع المدرب، لكن لا يمكن أن يصل به نفوذه بالنصر إلى إبعاد أياً منهما، الحقباني غادر النصر لمشكلة هي أكبر من قضية سلوكيات قائد أو وجهات نظر مختلفة بينهما. النصر دخل موسمه الجاري بالإدارة نفسها، هي اختلفت قليلاً من حيث إشراك العمراني نائباً للرئيس، فيما ما زال أعضاء الإدارة ومستشارو الرئيس أنفسهم، لأجل ذلك مازال النصر يدار بالطريقة العشوائية ذاتها، صفقات تتصدر وسائل الإعلام، لكنها لا تستطيع إثبات إمكاناتها ميدانياً، وعلى الرغم من ذلك فإن الحكم باكر على الصفقات، لكن من تجارب الإدارة في الأعوام الماضية فالوضع لن يتغيّر كثيراً، والفريق لن يكون قادراً على أن ينافس لتحقيق الدوري، ما لم تتغير سياسة الإدارة. ليست مشكلة النصر في لاعب، أو قائد أو مدير كرة رحل أو مدرب أُقيل، النصر لديه خلل في التركيبة الشرفية والإدارية، مهما حاول النصراويون إيهام أنفسهم أنهم تجاوزا هذه العقبة، شرفياً يغيب عنه الكبير الذي يلمّ الشمل كلما طغت الخلافات على السطح شريطة ألا يكون منحازاً لطرف من دون آخر ويبقى محايداً بين الطرفين. إدارياً النصر يسير الفترة الماضية بجهازيه الفني والإداري فقط، فمجلس الإدارة لا حضور فعّال لهم، في ظل غياب الرئيس وصمت النائب، لذا كان من الطبيعي أن تنفلت الأمور وتخرج عن نطاق السيطرة، وتطفو المشاكل في سطح الإعلام حتى نتج عنها رحيل بدر الحقباني، ليبقى السؤال الأهم لقائد النصر باعتباره قريباً من البيت الأصفر (من يدير النصر يا حسين؟)