ما يزال الكثير من عشاق النصر ينتقدون تصرفات ومستوى قائد الفريق المدافع حسين عبدالغني، صحيح أنه لاعب كبير، وتاريخه مليء بالإنجازات مع الأهلي والنصر والمنتخب السعودي، لكن يفترض أن يعامل كغيره من اللاعبين من دون محاباة، إن اخطأ يعاقب، وإن أنجز يُكافأ، فالمنطق يقول انه لا يوجد أي لاعب مهما كان اسمه فوق القانون، لأن المجاملة والمحاباة ستولد مزيداً من المشاكل بين اللاعبين أنفسهم، ومن غير الإنصاف أن تعاقب لاعبا وتغض الطرف عن الآخر، والإدارة التي تسير في هذا الطريق ستكتشف في النهاية بأنها كسبت لاعباً واحداً وخسرت البقية. ويبقى دور المدرب كبيراً في هذه القضية، ويفترض أن يكون وحده المخول بمثل هذه الأمور باعتباره "مديرا فنيا" مسؤولا عن الأمور الفنية والإدارية، كما كان يفعل مدرب الشباب السابق البلجيكي ميشيل برودوم، فهو المخول بالعقوبات وإصدارها، لأنها في الأخير ستنعكس إيجابياً أو سلبياً على اللاعبين والفريق داخل الملعب، فالمدرب الذي يقبل بتدخلات رئيس النادي أو غيره في عمل الجهازين الفني والإداري سواءً بتوصيات لمعاقبة هذا اللاعب أو مجاملة ذاك ليس جديراً بتدريب ناد كبير مثل النصر، لأنه أبعد مايكون عن الاحترافية في العمل، ولا يُستبعد أن يكون الدور مستقبلا على المدرب الكرواتي زوران ماميتش، الا ان كسب رضا صاحب الكلمة النافذة في النصر. الكثير من عشاق "الأصفر" يرون أن استقالة بدر الحقباني من إدارة الكرة بسبب خلافه مع عبدالغني خسارة كبيرة، نظراً لقيمته الفنية والإدارية منذ أن كان لاعباً خلوقاً ومنضبطاً داخل الملعب وخارجه، إضافة إلى نجاحه إدارياً خلال عمله في الفئات السنية مع "الأصفر"، وبرهن رحيله عن الفريق على أن الأمور داخل البيت النصراوي ليست على مايرام، والأجواء غير صحية ومليئة بالمشاكل، لذلك اختار الحقباني الابتعاد والرحيل، فسياسته تختلف عن سياسة رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، والقرارات التي تخص الفريق تُتخذ من دون علمه ويعرفها حاله كحال الجماهير، وهو نوع من التهميش هدفه "تطفيشه" حتى يبتعد برغبته. ويبدو أن المشكلة التي حدثت بين الحقباني وعبدالغني القت بظلالها على العلاقة بين الأول وصناع القرار داخل "فارس نجد"، وهو ما أدى إلى استقالة بدر الذي اختار أن يكون له نهج مغاير عما سبقوه من خلال منحه كامل الصلاحيات وعدم التدخل في عمله، لكن يظهر بأن الفكر الذي يحمله الحقباني بمعاملة جميع اللاعبين وعدم التمييز بينهم مهما كان اسم اللاعب وتاريخه لم ينل رضا مسؤولي النصر، وهو ما عجّل بابتعاده من دون ضجيج، المؤشرات واضحة ولا تحتاج إلى أي تفسير آخر غير ذلك، ويبقى الحقباني شخصية رياضية نتمنى أن نراه إدارياً في أحد الأندية أو المنتخبات السعودية. إدارات الأندية مُخيرة بين منح الإداريين كامل الصلاحيات التي تجعلهم يعملون بشكل احترافي، أو من الأفضل لها أن تلغي هذا المنصب، وتوفر رواتب من يشغله لخزينة النادي على أن يكون من مسؤوليات الرئيس أو الشرفيين كما يحدث اليوم في بعض الأندية التي تجد فيها صراعات إدارية وشرفية، فالرئيس يجامل لاعبا ويرفض معاقبته، وشرفي داعم ضد مبدأ الرئيس ويطالب بمعاقبة المخطئ أسوة بغيره، وفي الأخير الفريق هو الضحية.