( مال البخيل يأكله العيار ) مثل مشهور بين الناس، يتردد كلما حضرت قصة عن بخيل تعرض لحيلة أو مات لم ينتفع بماله أو ورثة أسرفوا في مال وريثهم بعد أن كان مقترا شحيحا في حياته. والعيار في اللغة : كثير الذهاب والمجيء في الأرض . ومن الرجال ؛ هو الذي يخلي نفسه وهواها، لا يردعها ولا يزجرها، وفي عرف الناس يطلق على كثير المزاح الذي هزله يغلب جده، وربما أطلق مسمى العيار على من يحتال فيغافل الناس ويكسب منهم بسبب قدرته على التحايل دون أن يسرق المال في الخفاء، وربما أطلق على الكذاب أيضا. والمثل يضرب لمن ضاع ماله بين محتال وخسارة ولم ينتفع به، فقد بخل به وقت الحاجة فجاء من استولى عليه بحيلة أو صفقة خاسرة أو مات فأسرف الورثة في صرفه وبددوه في ملذاتهم ، فلا هو انتفع في حياته ولا هو سلم من تعب جمع المال. وهو مثل ينبه الغافلين وينبذ البخل ويحذر منه، ولكن يبقى البخيل يأسره بخله والكريم ندية يده، وأما العيار فينتظر فرصته في مال البخيل . يقول الشاعر حبيب العازمي عن الكرم والبخل : المشاعر لها بين الحنايا صهيل والخواطر تحز النفس و تحدها اكتب الشعر من دمي ودمي ثقيل كل ما جيت امد القافية شدها ما يشح الكريم ولا يجود البخيل كل نفس طبيعتها على قدها