الفن الإسلامي كان منصبا على الزخرفة وخلف لنا العديد من النماذج الرائعة التي أبهرت العالم بدقتها وجمال واتقان تنفيذها، حيث نشأ الإسلام في الجزيرة العربية التي كانت نقطة انطلاق انتشار الفنون الإسلامية من قبل التجار المسلمون الذين كانوا يبيعون العديد من المصنوعات اليدوية كالأقمشة والمنسوجات والبسط والصبغات حيث كانت هذه المصنوعات الأساسية التي عرضت الفن الإسلامي الى سائر بلاد العالم وعندما انتشر هذا الدين القويم من الشرق الأقصى الى الأندلس غربا ومن أواسط أوروبا شمالا الى أفريقيا جنوبا تأثر قليلا بالتقاليد الفنية التي كان يتبعها المسلمون من تلك الشعوب إلا أنه أسرع نحو تكوين شخصيته المتميزة ووضع أسس وعناصر تمثل شخصية الفن الإسلامي بتميزه. أثرت الحضارة العربية في علوم عصر النهضة وأخذ الأوربيون عن المسلمين آخر ما وصلوا إليه من علوم منها الصناعات الفنية مثل النسيج والصباغة والمعادن كما أنبهر الأوربيون بالخطوط العربية ونخص منها الخط الكوفي. كما أن بعد مغادرة العرب بلاد الأندلس "أسبانيا حاليا" استوطن مهرة الحرفيين منهم جنوبفرنسا وبعض من الجزر المجاورة لإيطاليا ومدينة البندقية وغيرها من بلاد أوروبا حيث أسسوا فيها الحرف والفنون الإسلامية المختلفة. من الحرف والزخرفة التي تميز بها الفن الإسلامي نذكر ما يلي الخط العربي له مكانته الممتازة ويعد من العلامات المميزة في الفنون الإسلامية وذلك يعود لمرونته وسهولة تشكيله والذي استخدم بأنواعه المتعددة وهي: الخط الكوفي، وخط الرقعة، الثلث، الديواني، الفارسي، والخط الحُر، ويعد الخط الكوفي أقدم الخطوط العربية واستخدم بجماليات تشكيله في تدوين المصاحف والكتابة لتزيين العمائر والعملات النقدية وحديثا يستخدم الفنانين خط النسخ لسهولة تطويعه بإضافة الزخارف والألوان البديعة التي أبرزت جمالياته ورونقه. منحوتات خشبية: ازدهرت على اختلاف أنواعها طوال العصور الإسلامية فبجانب صناعات رائعة شكلت على تيجان الأعمدة والقباب الداخلية والخارجية للمساجد والمنازل والقصور والمنابر والمشربيات التي شاعت في المملكة العربية السعودية وقرطبة وبغداد والقاهرة وغيرها من الدول العربية فقد طور هذه المنحوتات فنانون الفن الإسلامي بإضافة لمسات الجمال لها وذلك بالحفر بتصاميم مستلهمة ومأخوذة عن الفنون الإسلامية السابقة كاستخدام رسومات لثمرة وسعف النخيل وورق الكروم وغيرها من زخارف نباتية تعود للطراز الإسلامي القديم. الخزف: من المعروف أن الخزف الذي يحتوي على بريق معدني هو ابتكار إسلامي رائع يتسم بجمال الرسومات الدقيقة ولوحات فنية غاية في الروعة وحسن التوزيع ومنه زخارف بارزة لنباتات أو حيوانات أو أشكال نجمية ظهرت منذ العهد الطولوني"254هجري-868م" تقريبا. الزخرفة الإسلامية باستخدام الفسيفساء الفسيفساء عبارة عن قطع من الخزف أو الرخام ذو البريق المعدني أو فصوص من الزجاج الملون أو المذهب أو قطع من الأصداف يستخدمها الفنان العربي ببراعة وذلك بلصقها بجوار بعضها لتكوين لوحة فنية وغالبا كانت هذه الرسومات قديما تحتوي على أشكال هندسية أو نباتات أو أشكال الطيور بأنواعها واتسمت هذه الأعمال الفنية بالإشراق وجمال الألوان. زخرفة وصناعة الزجاج: واشتهرت في مصر حيث أول من استخدامها الفراعنة وحديثا أثرت هذه الصناعة على الفنون الإسلامية حيث استخدم الفنانين شفافية الزجاج فرسموا الزخارف عليه وكتبوا الآيات القرآنية من داخل الزجاج أو خارجه كما صنعوا من الزجاج الصناعي أو الصخري تحفا عجيبة من الكريستال الطبيعي الفاطمي والتي تعد من أغلى التحف الفنية بالمتاحف الإيطالية. ونذكر هنا أيضا القمريات الزجاجية التي هي عبارة عن شرائح جصية مفرغة بأشكال هندسية أو زخارف لنباتات أو زهور ثم يلصق على هذه الأشكال المفرغة زجاج ملون من الخلف بحيث يتخلله النور وتستخدم هذه المنحوتات كفتحات أو نوافذ للمساجد أو المنازل. كما لا يفوتنا أن نذكر التصاميم لأنواع الحلي والزينة المرصعة بالأحجار الكريمة والمشغولات المعدنية التي اشتهرت في العصر الفاطمي من البرونز والنحاس وفن الأرابيسك وهو تصميمات على أواني من الفضة أزدهر في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر. وغيرها من فنون تميز بها الفن الإسلامي خلال عصوره المختلفة. برغم الشطحات الفنية الحديثة في وقتنا الحالي إلا أننا نلمس يقظة واعية للفنان العربي المعاصر ونخص منه الفنان المحلي الذي استطاع البحث في جذوره الإسلامية بفنونها العريقة وتوظيف معلوماته في منجزات إبداعية جمالية فلسفية تجمع بين الأصالة والحداثة معا فنجد هذا الفنان السعودي دائم البحث عن الجلال والجمال الموجودان في دينه الإسلامي الحنيف ليستمد منه مهابة وعظمة إبداع أسلافه المسلمين الأولين وهنا نجد العديد من الفنانين المحليين الذين برعوا في تشكيل أعمال فنية برؤى جمالية معاصرة تتسم بالأصالة والتميز فنجد على سبيل المثال لا الحصر أعمال عديدة للفنان "محمد الرباط" وقد وظف بها الخط العربي في لوحات تحتوي عل قيم فنية وصقل وتهذيب بصياغة وقدرة وطلاقة في تكوين لوحات فنية لها قيمتها الجمالية وقوة في التعبير بأنغام لونية وظفت في أشكال وخطوط هندسية عشوائية تخضع للقيم الفنية حيث يشعر الرائي أنه أمام ملحمة لونية خطية عربية لا يمل من رؤيتها. كما أيضا استهوي الخط العربي العديد من الفنانين فبجانب أول خطاط سعودي عرفنا جماليات الخط العربي في أعماله وهو الفنان "ناصر الميمون" فنجد آخرين منهم الخطاط المتميز "فهد المجحدي" يستخدم الخطوط العربية بأنواعها بالطريقة الكلاسيكية القديمة الأصيلة. الفنان "فيصل الخديدي" تخضع مجسماته الى أساليب معاصرة بتشكيل خامات متنوعة وفريدة بصياغة جمالية استطاع من خلالها توظيف الخط العربي بوضع مخطوطات أو آيات قرآنية داخل مجسمات شفافة. الفنانة رائدة عاشور لها العديد من الأعمال الفنية المستمدة مواضيعها من الزخارف الإسلامية باستخدامها مختلف الخامات والأساليب الفنية في عمليات إبداعية ومراحل مختلفة تنم على وعيها المعرفي بطرز الزخرفة الإسلامية على مر العصور وتطويعها بابتكارات معاصرة وإضافة ألوان مشرقة تعكس حدس الفنانة وغبطتها بهذا الإرث الثري من إلهام وغيرهم من فنانين آخرين. من أعمال فيصل الخديدي الزخارف الإسلامية على المنسوجات من أعمال محمد الرباط من أعمال رائدة عاشور