قبل أن يخوض المنتخب السعودي مباراته الاولى أمام تايلند ضمن التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا، اعلن اتحاد الكرة أن حضور تلك المباراة سيكون بشكل مجاني للجماهير السعودية كنوع من التحفيز والتشجيع على الحضور والمؤازرة، وتحدث بعض الاعلاميين عن هذه المبادرة، ممتدحين الاتحاد وأنه بهذه الخطوة قام بدوره على اكمل وجه وأن الكرة اصبحت في ملعب الجماهير التي يجب عليها الحضور والمؤازرة طالما أن الحضور مجاني. وبغض النظر عن عدد الحضور الجماهيري في مباراة تايلند الذي تجاوز40 الف مشجع ومساهمتهم في حصول المنتخب على ثلاث نقاط ثمينة، إلا ان كاتب هذا المقال يرى ان الخطوة التي اقدم عليها الاتحاد السعودي هي عودة للمربع الأول من خلال تكرار ممارسات سابقة جعلت من الحضور المجاني ظاهرة سلبية تحتاج لأن نناقشها بشكل أعمق بعيداً عن السطحية والعاطفة، ولكي لا أظلم الاتحاد الحالي فإن هذه الظاهرة قديمة بعض الشيء واستمرت لتصبح ثقافة رياضية سعودية تصاحب مباريات «الاخضر» المصيرية!!، ولكن سابقاً كانت النتائج المميزة للمنتخب تشفع لمسيري كرة القدم السعودية بفتح المدرجات للجماهير مجاناً من وقت إلى آخر كنوع من التقدير والتفاعل مع الجمهور الذي كان يثق في منتخبه وسعيد في حينها بنتائج ومستويات «الاخضر» المشرفة. أما اليوم فإن دعوة الجماهير للحضور المجاني فيها نوع من الاستجداء أكثر من كونها دعم وتحفيز للحضور، واتحاد كرة القدم نسي أو تناسى ان المشجع لا ينظر لمثل هذه المبادرات ولا يبحث عنها أكثر من كونه يبحث عن منتخب قوي يملك شخصية البطل في الملعب وهيبة على الخصوم ومستوى ثابت ونجوم بارزه وإدارة حازمة وقبل كل شيء استراتيجية واضحة تبنى على اهداف طموحة ومنطقية. ولأن المنتخب الحالي يفتقد لهذه المواصفات ويفتقد لثقة الجمهور وقبل ذلك يفتقد لثقة مسيروا كرة القدم السعودية، فإن الحضور المجاني اصبح اسلوب قديم وغير مجدي، والعوامل النفسية اصبح دورها ثانويا وغير مؤثر بشكل كبير كما كان سابقاً لذا مهم ان يدرك الجميع بأن العمل الجيد يفرض نفسة واحترامه على الكل، فلو كان العمل على صعيد المنتخب واضح وممنهج وفعال فإن هذا الشيء سينعكس ايجاباً على كامل المنظومة الرياضية وسيبني ثقة بين الجمهور والمنتخب كما سيؤدي لأن يحترم الجميع العمل الذي يقدمه اتحاد الكرة. فالعمل ثم النتائج المميزة هما فقط من سيجذب الجماهير لحضور المباريات وتشجيع المنتخب والمفاخرة به، أما اللعب على وتر العاطفة من خلال الدخول المجاني والاستجداء الاعلامي فأصبحت أساليب قديمة وغير مؤثرة. ختاماً ربما يكون حبنا للمنتخب جعلنا نناقش جزئيات يراها البعض هامشية ونراها نحن مهمة ومعيارا واضحا لتقييم العمل، ومناقشة مثل هذه المواضيح حتماً لن ينسينا دعم «الأخضر» والاصطفاف خلفه من خلال المؤازة والتشجيع والدعاء له بالتوفيق في مشواره نحو كأس العالم والذي بدأه ولله الحمد بفوزين مهمين أمام تايلند والعراق.