عانى المنتخب السعودي في مواجهته مساء أول من أمس الخميس وهو يحاول الوصول لمرمى ضيفه التايلاندي، ولم يستطع اختراق الحصون الدفاعية للفريق الآسيوي المتطور إلا عبر نقطة الجزاء، على الرغم من استحواذه على معظم فترات المواجهة التي صادقت مجرياتها على وجود مشكلة خطيرة ستتسبب بالمزيد من المشكلات على صعيد النتائج. وبعيداً عن الأداء غير المطمئن والنتيجة الإيجابية فإن ثمة خطر يتمثل بعدم وجود مهاجمين قادرين على صنع الفرص لأنفسهم وتحويل السيطرة الميدانية إلى تقدم على مستوى النتيجة، في ظل غياب محمد السهلاوي بسبب الإصابة بعد أن كان المدرب الهولندي فان مارفيك يعول عليه منذ تسلمه قيادة "الأخضر". لم يكن نايف هزازي بكامل حضوره بسبب ابتعاده عن المباريات تزامناً مع انخفاض عطاءاته، واضطر مارفيك للاستعانة بمهند عسيري بديلاً وهو الذي لا يجد الفرصة الكافية للمشاركة مع فريقه بسبب التألق المتواصل لزميله السوري عمر السومة، في حين غاب ناصر الشمراني عن القائمة بسبب عدم مشاركته مع ناديه أواخر الموسم الماضي، وتعرضه للإصابة في فترة الاستعدادات. وبنظرة على قوائم فرق "دوري جميل"، نجد أن معظم الفرق تمتلك مهاجماً أجنبياً واحداً يمثل أهم الأسلحة الهجومية، في وقت وحده النصر الذي لم يتعاقد مع مهاجم أجنبي، وتعاقد كل من الشباب والفتح مع عنصرين أجنبيين، ورمى القادسية بثقله متعاقداً مع ثلاثة أسماء غير سعودية على حساب أسماء شابة ستُحرم من فرصة البروز والوصول للمنتخب. في مواجهة تايلاند لم يكن لدى المدرب الهولندي العديد من الحلول على مستوى رأس الحربة، وهذا مؤشر على أن المعاناة ستكون مستمرة في المقبل من المباريات التي ستكون غاية في الصعوبة مع احتدام المنافسة مع منتخبات شرسة تبحث عن التأهل من دون اللعب في الملحق، ما يجعل التساؤل ملحاً عن كيفية التعامل مع المباريات التسع التي تتحكم بمصير مشوارنا نحو روسيا 2018. من الواضح أن الوضع سيستمر على ما هو عليه، إذ تعتمد كل الفرق بشكل رئيسي على المهاجم الأجنبي، ما يمنع المهاجمين السعوديين من تسجيل حضورهم باستثناء السهلاوي وهزازي اللذين لايمكن الاعتماد عليهما بشكل كامل كونهما معرضيْن للإصابة والإيقاف وحتى انخفاض المستوى، ما يشكل مأزقاً حقيقياً للمنتخب وجهازه الفني في الاستحقاق الآسيوي الأهم. المهاجمون هم أكثر لاعبي كرة القدم حاجة للمشاركة باستمرار حتى يستطيعوا الحفاظ على حساسية التهديف الغائبة منذ أكثر من موسم لدى أهم الأسماء الهجومية السعودية، إذ يكفي النظر إلى قائمة هدافي الدوري في الموسم الماضي وابتعاد كل مهاجمي المنتخب عن المنافسة على لقب الهداف، وتواجد لاعب الوسط عبدالمجيد الرويلي في المركز الخامس بعدما سجل 12 هدفاً معظمها من كرات ثابتة. ما شهدته مواجهة تايلاند مرشح للحدوث في الجولات المقبلة خصوصاً عند الحاجة للتعديل أو الفوز، بل سيكون الوضع أسوأ في ظل غياب هذه الأسماء عن المشاركة في المسابقات المحلية فضلاً عن عدم بروز عناصر جديدة تستطيع قلب المعادلة لمصلحة "الأخضر" في الاستحقاقات المقبلة في ظل سيطرة المهاجمين الأجانب على المشهد.