القرارات التي تتضمن التغيير، وتصدر دون تمهيد تثقيفي وتوعوي تواجه عادة بالمقاومة خاصة إذا كان التغيير يؤثر في حياة الناس بشكل مباشر. التغيير، أي تغيير لن يحقق رضا الجميع. حتى على مستوى الأسرة الصغيرة.. لو تقرر الانتقال الى حي آخر أو مدينة أخرى، أو من مدرسة الى أخرى بقرار فردي، فقد يعترض عليه أحد أفراد الأسرة ليس للرغبة في الاعتراض، ولكن لأن متخذ القرار لم يوضح الهدف، ولم يتح الفرصة لمشاركة أفراد الأسرة. قد يكون القرار في صالح الأسرة، وعندما يتضح ذلك من خلال الحوار بين أفراد الأسرة، ويتعرف الجميع على حيثيات القرار وأهدافه وفوائده للجميع. عندها يتحقق الدعم والالتزام والشعور بالانتماء والولاء. إن الخوف من التغيير ظاهرة طبيعية كون الإنسان يتعود على نمط معين في حياته فيشعر بالأمن والاستقرار. القلق من التغيير يمكن التعامل معه من خلال الوضوح في كل مراحل وتفاصيل التغيير. وهذا يشمل أسباب التغيير، والنتائج المتوقعة، والدراسات أو البحوث التي استند اليها التغيير، ومدى توفر عنصر المشاركة، ومتطلبات التنفيذ. تلك عناصر مهمة في عملية التغيير تساعد في التخفيف من قلق التغيير أو مقاومته. ومن أسباب قلق التغيير ضعف المشاركة الاجتماعية في صناعة التغيير حيث أنها عامل مهم يساعد على النجاح.. إن المشاركة في التغيير تشعر الإنسان بأنه يساند أفكاره. ومن أسباب القلق أيضا عدم توفر الشمولية، فيعالج التغيير جزئية وينسى الجزئيات الأخرى. من ذلك إصدار تنظيمات ولوائح جديدة ثم يتضح بعد التطبيق أنها تتعارض مع تنظيمات ولوائح أخرى. التغيير داخل منظمات العمل يتعرض للفشل إذا لم يدعم بالتعليم والتدريب. ويتعرض للفشل إذا لم تعمم رؤية القياديين على الفرق الادارية التي تعمل معهم. ومن المشكلات التي تواجه التغيير وجود فئة من الناس تمتهن التفكير السلبي الذي يبحث بالمجهر عن السلبيات في أي شيء جديد، وزرع بذور الشك وتوقع الفشل في طريق التغيير. هذا أيضا سلوك يدخل في نطاق القلق من التغيير، ولابد من التعامل مع هذا السلوك بالاحتواء وليس بالتجاهل. القلق قد يأتي من الخوف من المجهول والحل هنا يكمن في الوضوح والمشاركة. ما نريد التأكيد عليه هو أن أهم عنصر في التغلب على قلق التغيير هو المشاركة سواء على مستوى المنظمات أو على مستوى المجتمع. وبهذا العنصر لا نتغلب على القلق فقط بل نعزز العمل بروح الفريق، وتغليب المصلحة العامة. هذه المشاركة تحتاج الى تنظيم، وإعداد، واختيار الوسيلة المناسبة، ووضوح في الرؤية والأهداف تساعد المشارك على إثراء الموضوع وإبداء الرأي. المشاركة المطلوبة ليست عملية التقييم اللاحقة، وإنما هي المشاركة التي تسبق صدور التغييرات والأنظمة.. كما أن التمهيد الإعلامي للتغيير مهم ولكنه غير كاف للتخفيف من قلق التغيير. ليتنا نبدأ بتطبيق أسلوب المشاركة في المدارس ابتداء من المرحلة الابتدائية أو ما قبلها وصولا الى المعاهد والجامعات، وفي بيئة العمل في كافة المجالات وعلى مختلف المستويات. [email protected]