وضعت كولومبيا في ساعة مبكرة من صباح أمس نهاية لخمسة عقود من إراقة الدماء مع دخول وقف إطلاق نار نهائي ودائم بين جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية (فارك) والحكومة، وأعلن زعيم فارك رودريجو لوندونو المعروف أيضا باسم تيموشنكو، والرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وقف إطلاق النار، بعد توصل الجانبين الأسبوع الماضي إلى اتفاق سلام تاريخي.وتم الإعلان عن اتفاق سلام بين الجانبين يوم الخميس الماضي بعد ما يقرب من أربع سنوات من المفاوضات في هافانا، بما في ذلك جلسة ماراثونية استمرت أسبوعا وتمخض عنها الاتفاق النهائي.وتفاهمت كل من الحكومة الكولومبية وفارك خلال المفاوضات على إجراء إصلاحات زراعية ومشاركة المتمردين في الحياة السياسية، وانتهاج خطط جديدة في مواجهة تجارة المخدرات، وتعويض ضحايا العنف، وتأسيس نظام قضائي انتقالي.وبعد أن يشهد سانتوس ولوندونو احتفال توقيع رسمي في سبتمبر، سيتم عرض الاتفاق على استفتاء شعبي جرى التخطيط لإجرائه في الثاني من أكتوبر المقبل.ويحق لنحو 34 مليون كولومبي التصويت في هذا الاستفتاء، ويطبق الطرفان منذ نهاية يونيو الماضي هدنة مؤقتة بينهما.وخلف الصراع، الذي بدأ عام 1964 أكثر من 220 ألف قتيل وأجبر الملايين على النزوح من مناطق في البلاد بسبب الحرب، وتحصي الحكومة أكثر من 7,6 مليون كولومبي كضحايا بشكل مباشر أو غير مباشر للصراع. وفي ما يلي المراحل الخمس الاساسية التي مرت بها حركة التمرد الماركسية: * يعتبر السابع والعشرون من مايو 1964 تاريخ ولادة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" لانه اليوم الذي شهد اول معركة لمجموعة من الفلاحين بقيادة بيدرو انطونيو مارين الذي عرف باسمه الحركي مانويل مارولاندا فيليز او "تيروفيخو"، بعد هجوم للجيش على ماركيتاليا البلدة الواقعة في وسط كولومبيا التي كانت تعتبرها حكومة الرئيس حينذاك غييرمو ليون فالنسيا "جمهورية مستقلة" تميل الى الشيوعية. * اول محاولة حوار للسلام بين الحكومة و"فارك" بدأت في 28 مارس 1984 برئاسة بيليساريو بيتانكور من اجل هدنة ثنائية. هذه المفاوضات اخفقت في 1987 مثل الجولات التي تلت في 1991 في عهد سيزار غافيريا و1999 في عهد اندريس باسترانا، وهذه العملية الاخيرة استمرت حتى 2002 وتعرف باسم "حوارات كاغان" المنطقة المنزوعة السلاح التي تبلغ مساحتها 42 الف كيلومتر مربع في جنوب البلاد حيث تجمع المقاتلون خلال المحادثات. * تحمل تسعينات القرن الماضي ذكرى استراتيجية "فارك" التي تشمل عمليات خطف مدنيين للحصول على فديات وهجمات على القرى وعلى قواعد عسكرية ومراكز للشرطة، ومن اشهر هذه العمليات السيطرة على بلدة ميتو في الامازون في 1998، الذي اسفر عن سقوط 37 قتيلا واحتجاز 61 شرطيا، وكذلك مجزرة بوخايا في 2002 التي قتل فيها 79 شخصا. * تواصل ضرب حركة التمرد في عهد الرئيس خوان مانويل سانتوس: في 2010 قتل خورغي بريسينيو الملقب "مونو خوخوي" في قصف، ثم في 2011 سقط غييرمو سينز الملقب الفونسو كانو خليفة "تيروفيخو". * في 18 اكتوبر 2012 وبمبادرة من دوس سانتوس وزعيم "فارك" الجديد رودريغو لوندونيو الملقب تيموليون خيمينز "تيموشينكو"، بدأت في اوسلو عملية سلام جديدة. وقد دشنت رسميا في نوفمبر في هافانا بحضور كوبا والنرويج كدولتين ضامنتين، وتشيلي وفنزويلي كدولتين مواكبتين للمفاوضات. بعد اربع سنوات وفي 24 اغسطس 2016، اعلن متمردو "فارك" والحكومة التوصل الى اتفاقات سلام، وستعرض هذه الوثائق على الكولومبيين ليصوتوا عليها في استفتاء مقرر في الثاني من اكتوبر.