الدوسري يدرب القادسية للعام الثاني تظل ظاهرة الاستعانة بالمدربين الأجانب، من الظواهر الطاغية في الملاعب السعودية في كل موسم، على حساب منح الثقة للمدربين المحليين، خصوصاً في "دوري جميل" ودوري الدرجة الأولى، وماتزال أزمة الثقة تعصف بالمدرب السعودي، الذي تحول في أغلب المراحل إلى مدرب طوارئ، لاتفضل إدارات الأندية استمراره طويلاً في مقابل الاهتمام بالتعاقد مع المدربين الأجانب والعرب، حتى أن أحد المدربين من دولة عربية تحول قبل أعوام من إخصائي لياقة، إلى مدرب متجول في سبعة أندية سعودية، ومازال يواصل التنقل هنا وهناك، من دون نجاحٍ يشفع له بالبقاء، أو لإدارات الأندية بإهمال منحها الثقة لمدربين سعوديين أكثر تأهيلاً. المدرب السعودي كان قاسماً مشتركاً في باكورة المنجزات السعودية الكروية، وفي مقدمتها تحقيق المنتخب السعودي لبطولة أمم آسيا 84م مع المدرب القدير خليل الزياني، وتبعه ظهور مدربين متميزين مثل محمد الخراشي وناصر الجوهر وخالد القروني ويوسف خميس وغيرهم من المدربين السعوديين المؤهلين، وصولاً لجيل المدربين الشباب سعد الشهري وخالد العطوي وحمود الصيعري والقائمة تطول. من المؤسف أن يقتصر حضور المدربين الوطنيين في الدوري هذا الموسم على فريقين فقط، إذ تولي سامي الجابر تدريب الشباب، بينما استمر حمد الدوسري في القيادة الفنية لفريق القادسية لعامه الثاني، مقابل ثمانية مدربين أوروبيين وأربعة مدربين عرب، فيما يتشكل دوري الأولى من ثلاثة مدربين وطنيين هم مدرب هجر سمير هلال، ومدرب الحزم خليل المصري، ومدرب أحد عبدالوهاب الحربي، مقابل 11 مدربا من جنسيات عربية، وبرازيلي وأروغوياني. الحضور الهزيل للمدربين السعوديين بواقع خمسة فقط بين 30 مدرباً في "دوري جميل" ودوري الأولى، يدلل بوضوح على تعطيل الكفاءات السعودية في مجال التدريب، مقابل منحها لمدربين من جنسيات متعددة، ما يعمق من أزمة الثقة المفقودة، التي تصدرها إدارات الأندية تجاه المدرب الوطني، الذي يعد من أركان التفوق الكروي في دول العالم المتقدمة كروياً ما يتطلب إستراتيجية واضحة، ومعلنة في هذا الشأن يقودها اتحاد الكرة وانتظار النتائج في فترة زمنية محددة لا تتعدى الأربعة أعوام، مع العمل في اتجاه مماثل على رفع الوعي تجاه القناعات الإدارية، والفكر الذي يملكه بعض الإداريين، بتواجد مدربين وطنيين يفوق عملهم بعض المدربين الأجانب، فهنالك من يملك المؤهلات العالية، والدورات التدريبية المتخصصة، فيما تقف في المقابل نتائج كثير من المدربين الأجانب والعرب، شاهداً حقيقياً على حجم الهدر الفني والمادي تتكبدهما الأندية في كل موسم، وينتهي بالإقالة ثم الدوران في حلقة مفرغة لا تنتهي بالتعاقد مع مدرب جديد أو متجول. يقول مدرب القادسية حمد الدوسري بعد نيله جائزة عميد المدربين السعوديين خليل الزياني، لأفضل مدرب سعودي للموسم الرياضي المنصرم، في التصويت الذي شمل 148 مدرباً حاصلاً على الرخصة الآسيوية للتدريب، في الحفل الذي نظمه الاتحاد السعودي لكرة القدم بنسخته الأولى، بحضور الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة: "هذه الجائزة لا تمثل دعما شخصيا لي فحسب بل هي دعم لجميع المدربين الوطنيين، الذين يبذلون جهودا مضاعفة من أجل أن ينالوا الثقة من أنديتهم، وهناك الكثير من النجاحات للمدربين الوطنيين، للأسف أنها لا تكتب وتسجل لهم بل تجير لغيرهم، ومع كل ذلك لم تحبط عزيمتهم في سبيل تحقيق الهدف المنشود، الذي يسعى له المدرب على الصعيد الشخصي وعلى مستوى خدمة الكرة السعودية بشكل عام". ويضيف: "المدربون السعوديون أكفاء ويترقبون الفرص، ومنحهم الفرصة يعني فتح آفاق كبيرة لهم، ولكن المهم أن تكون الفرصة كاملة، ومن دون محاولة تأثيرات وتدخلات في عملهم أو تقليل الثقة فيهم، نحتاج فقط دعما أكبر من الأندية من خلال تخصيص إحدى الفئات السنية، لتكون محصورة على المدربين السعوديين، كما يتوجب أن تكون الحوافز أفضل للأندية التي يتولى تدريب أحد فرقها مدرب سعودي، فالعمل التكاملي هو ما يثمر عن نتائج وليس الأماني والوعود هي من تصنع الإنجازات". الجابر.. تجربة جديدة مع الشباب