يصادف اليوم 17 أغسطس 2016م مرور ربع قرن على ظهور زاوية حول العالم للأستاذ فهد الأحمدي، إذ أنّ أول مقال نشر في زاوية «حول العالم» في «صحيفة المدينة» كان بتاريخ 7 صفر 1412ه الموافق 17 أغسطس 1991م (في العدد 8858 الصفحة 23) وكان بعنوان «انفجار سيبيريا»، ومنذ ذلك الحين استمرت الزاوية بالظهور بشكل يومي وبلا انقطاع -باستثناء أيام الجمع-، وبالتالي لا يقل عدد المقالات المنشورة فيها عن (7750) مقالاً.. وفي حال جمعنا بين الرقم والاستمرارية نكتشف أن الأستاذ فهد في سبيله لتحطيم رقما قياسيا بهذا الشأن، خصوصا إن استمر على هذه الوتيرة لعشرة سنوات قادمة. الزميل فهد الأحمدي ولد في المدينةالمنورة عام 1966م وبدأ بالكتابة للصحف والمجلات في سن الحادية والعشرين، غير أنّه لم ينتظم في زاوية خاصة به إلاّ عام 1991م حين اتفق الأستاذان جمال خاشقجي ومحمد حسني محجوب -وكانا حينها نائبين لرئيس التحرير في صحيفة المدينة- على منحه فرصة تحرير زاوية يومية بعنوان «حول العالم»، واستمرت فترة التجربة لستة أشهر دون مقابل مادي، حتى أصبحت الزاوية ركناً أساسياً يستقطب عدداً كبيراً من القراء. وبفضل النجاح الكبير لزاوية «حول العالم» تم نقلها إلى الصفحة الأخيرة في «صحيفة المدينة»، واستمرت بالظهور بلا انقطاع لمدة عشرة سنوات، وفي سبتمبر 2000م انتقلت الزاوية إلى «صحيفة الرياض» وظهر أول مقال منها يوم الخميس 21-9-2000م وكان بعنوان «فيروس يلتهم قارة»، ومن يومها لم تتوقف عن الظهور بشكل يومي متواصل في الصفحة الأخيرة من «جريدة الرياض» -باستثناء أيام الجمع-، كما يتضح من أرشيف المقالات في مؤسسة اليمامة. وقد أجرت «صحيفة المدينة» استفتاء بين القراء حول أكثر العناصر جذباً في الصحيفة فأتى كاتب الزاوية في المركز الأول كأكثر الكتاب شعبية، ونشرت نتائج الاستفتاء في الرابع من يونيو 1999م بنفس الصحيفة، أما في «صحيفة الرياض» فيلاحظ أنّ زاوية حول العالم تحظى بالقدر الأكبر من المتابعين والقراء، كما يتضح من عدد المشاهدات والتعليقات في موقع الجريدة الإلكتروني. وكان الباحث أحمد عبدالعزيز الزمامي -مهتم بالإحصائيات والتحليل وباحث دكتوراه من بريطانيا- قد نشر إحصائية في 28 أبريل 2016م عن المواضيع التي تم نشرها في زاوية «حول العالم»، فاتضح أنّها تعادل في حجمها (47) رسالة دكتوراه جامعية، وقد توصل لهذه النتيجة اعتمادا على وجود (480) كلمة في المقالة الواحدة -حسب المتوسط المتعارف عليه في الصحف- الأمر الذي يعني أنّه كتب حتى أبريل الماضي أكثر من (3.750.000) كلمة، وحسب ما هو متعارف عليه في الجامعات البريطانية فإنّ متوسط عدد الكلمات لرسالة الدكتوراة (80.000) كلمة، وهو ما يعني أنّ الأحمدي كتب ما يعادل (47) رسالة دكتوراه حتى الآن. ومما قاله في بحثه: «صحيح أن البعض يرى أنّ الكتابة الصحفية لا يجب أن تقارن بالمؤلفات والكتب الأكاديمية، ولكن هل العبرة بالمعرفة كقيمة أم بالطريقة التي أُخرجت بها؟ تقييم الكاتب يجب أن يكون على قيمة المعرفة ومدى انتشارها وتأثيرها على الناس وليس الطريقة التي أخرجت بها، في حين أنّ السؤال الذي يبقى عصيّا عليّ، هو: كم المراجع استخدمها الأحمدي لكتابة (47) رسالة دكتوراه؟». وما يؤيد هذه الأرقام والاستنتاجات أنّ الأحمدي نشر حتى الآن ستة كتب تتراوح محتوياتها ما بين (60-80) موضوعاً، يساوي كل موضوع حجم مقالته اليومية، وفي حال قسمنا أرشيفه البالغ (7750) مقالا على متوسط المواضيع الموجودة في كل كتاب، يتضح أنّ أرشيف الأستاذ فهد يكفي لنشر (110) كتب بحجم (350) صفحة لكل كتاب! ورغم قلة ظهوره الإعلامي إلاّ أنّ الأستاذ تركي الدخيل تمكن من استضافة الأحمدي ثلاث مرات في برنامجه المعروف إضاءات، ومن ضمن الأسئلة التي طرحها عليه: هل تعتقد أن انتشار الإنترنت و»العم قوقل» سيؤثر سلبا على إقبال الناس على مقالاتك ومعلوماتك؟ فكان رد الأستاذ فهد أنّه «كاتب معرفي» وليس معلوماتي، وأن مهمته استيلاد المعرفة واستنباطها وليس نشر معلومات تتوفر على الإنترنت، وحين ينجح الكاتب في استنباط معارف جديدة ومشوقة سيتبعه الناس بأي وسيلة كانت سواء على صفحات الجرائد أم ساحات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ومن الأسئلة التي طرحت عليه أيضاً سبب اختياره «حول العالم» عنوانا لزاويته؟ فقال: «أنا شخصيا أكره هذا العنوان واعتبرته قديما ومستهلكاً، حتى حين بدأت زاويتي عام 1991م، غير أنني كنت حينها مبتدئاً وصعب علي الاعتراض على الصحيفة التي اختارته كعنوان، وبمرور الأيام تحول إلى (ماركة) يصعب تغييرها، وحين انتقلت الزاوية إلى صحيفة الرياض اقترح الأستاذ تركي السديري بقائها بنفس العنوان لاستقطاب المتابعين السابقين». وأخيرا؛ من الملاحظات التي رصدتها صحيفة «الرياض» أنّ الأحمدي -رغم أنه بدأ الكتابة قبل ربع قرن- لم يبدأ بإصدار أي كتاب إلا في آخر خمس سنوات فقط، ولديه الآن ستة كتب آخرها «نظرية الفستق»، ويبقى السؤال: إلى متى ستستمر زاوية حول العالم في الظهور؟ وكم كتاباً سيظهر مستقبلاً من أرشيفها الضخم؟ أول مقال نشر في «حول العالم» باكورة الزميل الأحمدي بعد انتقاله ل«الرياض» آخر إصدارات الزميل الأحمدي