بمجرد أن تذهب إلى محرك البحث "google"، وتكتب حسين عبدالغني سترى العجب العجاب من تصرفات اللاعب "المخضرم" المرفوضة، وخروجه المتكرر عن النص الذي لا يليق بمكانته كلاعب خدم ناديين سعوديين بحجم الأهلي والنصر والمنتخب، وستصيبك الحيرة من أين تبدأ وبأي وسيلة. ستقلب ملف اللاعب وتاريخه المليء بالمشكلات والإيقافات والقضايا، وستجد أمامك صورا ومقاطع فيديو وأخبارا مكتوبة ومواضيع مسرودة في المواقع والمنتديات الرياضية. في كل موسم تقريباً يخلق عبدالغني خصماً جديداً له، وهذا مؤشر واضح على أن "العلّة" فيه وليس في الأطراف الأخرى كما يظهر إعلامياً ويدعي ذلك. وعلى الرغم من أن مدافع النصر حسين عبدالغني شارف على بلوغ ال 40 عاماً إلا أن "سلوكه" داخل الملعب لم يختلف عن ذلك "الشاب" الذي طُرد في نهائي كأس آسيا 1996م أمام الامارات وأحرج "الأخضر السعودي" وزملاءه اللاعبين بسبب تصرفات "طائشة" في نهائي القارة الصفراء بدأها بضرب متعمد لأحد لاعبي الخصم وكان الحكم الماليزي محمد مزاري رحيماً معه عندما اكتفى بمنحه بطاقة صفراء، لكن بعدها بربع ساعة تقريباً ارتكب خطأ غير مبرر بتعمد مسك الكرة بيده احتجاجاً على احد قرارات الماليزي الذي لم يتردد في إبعاده وطرده. إيقاف لستة أشهر لم يغير في طباعه.. والتمياط أحد ضحاياه اعتداءات لفظية وجسدية قضايا كثيرة ومشكلات متعددة كان عبدالغني طرفاً رئيساً فيها، فاللاعبون بمختلف جنسياتهم اشتكوا منه ومن تصرفاته وألفاظه النابية والتي كان يوجهها لهم ولأسرهم، ليس كذلك فحسب بل إن الأمر تعدى الألفاظ إلى الاعتداءات الجسدية سواء داخل المستطيل الأخضر أو حتى خارجه والشواهد كثيرة، ولا نبالغ إن قلنا بأنه يعد قاسماً مشتركاً في عدد كبير من المشكلات والقضايا في ملاعبنا. اشتبك مع زميله في الفريق.. واللجان لم تسلم منه ! وفي كل مرة يتجاوز فيها حسين عبدالغني حدوده كلاعب كرة قدم ويبتعد عن "الروح الرياضية" كان يجد من يبرر له تصرفاته، مرة يزعمون بأن الطرف الآخر استفزه، وثانية يبررونها ب "الروح القتالية" وحماسه المفرط، وثالثة يدعون بأنه "مظلوم"، وإن كان هناك "قلّة" لاتزال تجامل اللاعب وتدافع عنه وكأنها تعيش في كوكب "المريخ" أو تحاول استغفال الوسط الرياضي، إلا أن الأعذار والمبررات لدى معظم انصاره ومحبيه يبدو بأنها نفدت، وظهر ذلك جلياً بعد حادثة مباراة الاتحاد الأخيرة في دورة تبوك الدولية الودية عندما تعمد ضرب المدافع عبدالله شهيل وعاد ثانية وتلفظ على لاعب الوسط الكويتي فهد الأنصاري ما دفع الحكم محمد النحيت إلى اشهار البطاقة الحمراء في وجهه مباشرة. وتسببت تصرفات حسين عبدالغني في الدورة إلى خروج نجم النصر السابق ماجد عبدالله عن صمته المعتاد حين انتقد سلوكه وطالب الإدارة بالبحث عن قائد آخر للفريق بدلاً عنه. ولعل طلب المدرب الكرواتي ماميتش الاستغناء عن حسين عبدالغني ومنعه من دخول التدريبات بسبب تصرفاته دلالة واضحة على سخط النصراويين عليه، وكأن لسان حال المدرب يقول: "اللي هذا أوله ينعاف تاليه". من موسم لآخر ومع كل عقوبة انضباطية كنا نمني النفس بأن "ينضبط" عبدالغني، ويترك تصرفاته التي جعلته لاعباً يضرب به المثل في التجاوزات والمشكلات، خصوصاً وأنه يعتبر من اللاعبين المميزين "فنياً" وممن خدموا الكرة السعودية على مدار الأعوام التي قضاها في الملاعب، لكن يبدو أن "الفتى الذهبي" كما لُقب أنه اختار الاعتزال وهو على نفس الطباع. عندما انتقل من الأهلي إلى نيوشاتل السويسري وعاد للنصر تأملنا خيراً بنضجه لكن الواقع كان مغايراً، فاللاعب المخضرم توطدت علاقته بالمشكلات بشكل أكبر. أوقف ستة أشهر.. والتمياط من ضحاياه في عام 2002م ظهر عبدالغني فضائياً مع مراسل قناة "اوربت" خالد العرافة بعد نهاية مباراة الأهلي والهلال، ووجه اتهامات للحكم ممدوح المرداسي واتهمه بتعمد خسارة فريقه، ولم يمر هذا التصريح مرور الكرام إذ قرر اتحاد الكرة إيقاف اللاعب ستة أشهر وخصم 50 في المئة من راتبه الشهري خلال إيقافه. ولا يمكن للرياضيين السعوديين أو حتى العرب نسيان حادثة عبدالغني الشهيرة مع لاعبي الاتحاد مرزوق العتيبي، وسعيد الودعاني بعد نهاية "دربي" جدة في دوري ابطال العرب 2004م، اذ شهدت نهاية اللقاء احداثاً مؤسفة واشتباكاً بين الثلاثي، ابرزها الضرب الذي تعرض له عبدالغني من مرزوق ب "العصا"، وانتهت القضية بلجوء عبدالغني إلى المحكمة ورفع دعوى "اعتداء" ضد العتيبي والودعاني. وفي بطولة الأندية العربية عام 2005م تلفظ عبدالغني على الحكم الرابع المصري احمد عودة في مباراة الأهلي والوداد المغربي، ما جعل الاتحاد العربي لكرة القدم يوقفه ثلاث مباريات ويغرمه مالياً. اللاعب الخلوق نواف التمياط وقع ضحية ودون اسمه متضرراً من بين المتضررين الكثر ل "اخلاق" عبدالغني البعيدة كل البعد عن الروح الرياضية، ففي نهائي كأس ولي العهد عام 2006م سقط التمياط على الأرض في احدى الهجمات، وتفاجأ بحسين يركله بقدمه على ظهره بكل قوة رغم أن الكرة كانت بعيدة عنهما. مضاربة" مرزوق تتكرر وخليفة "يصفعه" لم تردع العقوبات السابقة اللاعب "المشاغب"، إذ استمر على ذات النهج، مسجلاً حضوره من جديد بعد نهائي كأس ولي العهد عام 2007م بين "قطبي" جدة والذي انتهى اهلاوياً، إذ تكرر مشهد "مضاربته" مع العتيبي والودعاني، لكن هذه المرة مع طرفين جديدين هما مساعد مدرب الاتحاد حسن خليفة، والمدافع ابراهيم هزازي، في مشهد لم يكن لائقاً بالمناسبة وراعيها، واوقفت لجنة الانضباط اللاعبين ثلاث مباريات، فيما قررت إيقاف خليفة سنتين على خلفية ضربه عبدالغني "كفاً" على وجهه. وشهد الموسم التالي قضيتين بارزتين لحسين عبدالغني، الأولى عندما ظهر لاعب وسط الشباب عبده عطيف اعلامياً واشتكى من الفاظ بذيئة وجهها له عبدالغني داخل الملعب وفي الممر المؤدي إلى غرفة الملابس بملعب الملك فهد الدولي بالرياض، مؤكداً بأنها ليست المرة الأولى التي تصدر منه، وفي ذات الموسم اعتدى على احد رجال الأمن الصناعي بملعب نادي الأخدود في نجران وذلك عقب طرده بالبطاقة الحمراء، وأصدر اتحاد الكرة قراراً بإيقافه مباراتين. الفريدي: ألفاظ عبدالغني لا تصدر من مسلم ويتذكر الرياضيون جيداً المشكلة الأولى لعبدالغني بشعار النصر التي كان طرفها زميله في الفريق حالياً لاعب الوسط أحمد الفريدي في "دربي" العاصمة نهاية سبتمبر 2009م، عندما صرح الفريدي للاعلام بأن عبدالغني وجه له الفاظا لا تصدر من "مسلم"، وانتهت القضية بينهما ب "الصلح" داخل اسوار اتحاد الكرة، وبغرامة مالية مقدارها عشرة الاف ريال على كل منهما. وأصدرت "الانضباط" عقوبة جديدة ضد عبدالغني بإيقافه مباراتين وتغريمه عشرة الاف ريال بعد ان تعمد دهس رأس لاعب وسط الاتحاد البرتغالي نونو اسيس، وشهدت مباريات النصر والهلال مناوشات عدة بين عبدالغني ولاعب الوسط الروماني رادوي، اوقف على اثرها الأخير بسبب تصريح تلفزيوني أساء فيه للأول، ومن فترة لأخرى كان رقم "ضحايا" عبدالغني في ازدياد، هذه المرة اعلن لاعب وسط الهلال خالد عزيز بأنه سيتجه إلى المحكمة من أجل مقاضاة عبدالغني كونه "سب والدته" على حد زعمه. اشتباك مع زميله في النصر! وفي عام 2011م الذي شهد قضيتي رادوي وعزيز، لم يسلم المدافع النصراوي عمر هوساوي من تصرفات قائد الفريق الذي اختار طريقاً جديداً لخروجه عن النص، فبعد أن كانت تجاوزاته ضد الخصوم أصبحت اليوم مع زميله في النصر، إذ وقع خلاف بينهما وصل إلى الاشتباك بالأيدي على خلفية الألفاظ البذيئة التي صدرت من القائد تجاه المدافع الشاب -بحسب تقارير إعلامية، وجعلته يهدد باللجوء للقضاء، لكن إدارة النادي احتوت المشكلة. واستمرت مشكلات عبدالغني مع الاتحاديين وفي مقدمتهم قائدهم محمد نور حتى بعد ارتدائه الشعار الأصفر، وهذه المرة مع المدافع مشعل السعيد اذ قام بضربه في مواقف احد الفنادق بعد مباراة الفريقين، ما دفع السعيد إلى تقديم شكوى رسمية للجهات المختصة كون الواقعة خارج المنشآة الرياضية، في المقابل اتهم عبدالغني الطرف الآخر بالقذف، واستمرت القضية في المحاكم اربعة اشهر، وانتهت بالصلح بين الطرفين بعد اعتذار حسين عبدالغني. ومن بين اللاعبين الذين تضرروا من تصرفات عبدالغني الحارس تيسير ال نتيف الذي تعرض للاعتداء بالكوع من عبدالغني بعد لقاء النصر والفيصلي اوقف على اثره ثلاث مباريات، ومنذ تلك الواقعة والمدافع النصراوي يرفض مصافحة الحارس، بل إنه عبر عن عدم ندمه على ما فعله ومؤكداً بأنه سيكرر ما فعله لو تكرر الأمر. المنشطات أخذت نصيبها من الاعتداءات اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات أخذت نصيبها من عبدالغني، عندما اتهمته بالتهجم عليها والتلفظ على فريقها الذي كان متواجداً في مباراة النصر والأهلي كما شكك في نزاهتها، وهو ما دفع "الانضباط" إلى تغريمه ب40 ألف ريال. بعد مباراة السوبر بين النصر والشباب عام 2014م قام عبدالغني برشق الماء ورمي القارورة على رأس لاعب وسط الشباب الخلوق عبدالملك الخيبري ما دفع لجنة الانضباط إلى ايقافه مباراتين وتغريمه عشرة الاف ريال، وحدث هذا الموقف على خلفية ما حدث بينهما في كأس خادم الحرمين الشريفين بممر غرفة الملابس، وما أعقب ذلك من اتهامات شبابية لعبدالغني بالاعتداء على الخيبري. وظهر لاعب العروبة الاردني عبدالله ذيب فضائياً وأكد بأن عبدالغني تلفظ عليه بألفاظ قاسية بعد تسجيله الهدف لا يمكن للإنسان الطبيعي أن يقولها، واتهمه بسب وشتم والدته وأخته. وفي 2015م مارس عبدالغني "هوايته" المفضلة في لقاءات الاتحاد، واختار هذه المرة لاعب الوسط العراقي سيف سلمان، إذ تعامل معه بخشونة أسالت دماءه، واتهمه اللاعب العراقي بالإساءة له وللعراقيين عندما وجه له الفاظاً بذيئة. المنصة لم تسلم من حسين ! وفي نهاية الموسم قبل الماضي، وبالتحديد عقب نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين مع الهلال، اعتدى عبدالغني وهو في طريقه إلى المنصة على احد الجماهير الهلالية، ودفع ثمن ذلك غالياً بإيقافه من قبل لجنة الانضباط ست مباريات مع تغريمه 30 ألف ريال. وفي الموسم الماضي دخل حسين عبدالغني في مشادة كلامية مع المدافع الأهلاوي اسامة هوساوي خلال مباراة الفريقين، وصرح هوساوي للإعلام بقوله: "النرفزة في كرة القدم طبيعية، لكن الأهم ان تكون بعيداً عن الألفاظ غير اللائقة، يحز في النفس عندما يأتي لاعب ويتكلم على أهلك أو والديك". ودخل القائد النصراوي في مناوشات وملاسنات مع مدافع الهلال الشاب محمد البريك، ولم تنته على خير، لأن الشاب الموهوب فقد أحد اسنانه بعد احتكاك عبدالغني به، كما تلاسن واشتبك مع لاعبي لخويا القطري في دوري ابطال آسيا وساهم بذلك في خسارة فريقه 1-3 كونه اخرج زملاءه من أجواء اللقاء. شهيل سلم من "عنفه".. والأنصاري: "ألفاظه بذيئة" وقبل أن يبدأ الموسم الجديد وبالتحديد في دورة تبوك الدولية الأولى "الودية" تجددت العلاقة بين حسين عبدالغني والتصرفات غير المقبولة، عندما كاد أن ينهي مشوار مدافع الاتحاد العائد من الإصابة عبدالله شهيل بدخوله العنيف والمتعمد على قدمه. ولم يكتف بذلك، بل تلفظ على لاعب الوسط الكويتي فهد الأنصاري، الذي توعد باللجوء إلى القضاء لمحاسبة قائد النصر على الفاظه التي وصفها ب"البذيئة". هذان التصرفان دفعا راعي البطولة أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان إلى منعه من الصعود إلى المنصة، تعبيراً منه عن عدم رضاه على اللاعب وتصرفاته التي احرجت مسؤولي الدورة قبل النصراويين. ولا يستغرب ما حدث من عبدالغني حتى وإن كانت المباراة ودية ومازلنا قبل خط البداية، لأن "من شب على شيء شاب عليه". فنياً يعتبر حسين عبدالغني واحدا من لاعبي السعودية المميزين، ليس كذلك فحسب بل إنه من أبرز لاعبي القارة الآسيوية، وساهم مع الأهلي والنصر والمنتخب السعودي في تحقيق عدد من الإنجازات والبطولات، ولا اختلاف عليه من الناحية الفنية، لكنه يهدم ذلك باستمرار بتصرفاته التي تسيء له قبل الجميع. كنا نطمح أن يتغير من هذه الناحية ويترك له بصمة جيدة لاسيما وانه اقترب من اعتزال الكرة، لكن يبدو بأنه مصر على ظلم نفسه وإنهاء مشواره الرياضي وهو صديق للمشكلات والبطاقات الحمراء وقرارات الإيقاف، وهو الأمر الذي سيحوله من "قدوة حسنة" في الملاعب للاعبين الشبان إلى آخر نحذرهم من السير على طريقه. ويبقى دور الإدارة النصراوية كبيراً في التعامل مع عبدالغني فيما تبقى من حياته الكروية، من خلال إجباره على ضبط سلوكه، لأنه يمثل خطراً حقيقياً في ملاعبنا، علاوة على ذلك فإنه قد يحرج النصراويين في المنافسات المحلية خصوصاً وأنه قائد الفريق. غضب واستغراب من مدرب النصر على عبدالغني - تصوير: سيف حموه - هوساوي ابدى استياءه ممن يخطيء في حق اهله ووالديه سيف سلمان اشتكى من تصرفاته الخلوق نواف التمياط لم يسلم من اعتداءات حسين