أعلنت قوات المعارضة السورية، أمس السبت، أن مقاتليها كسروا الحصار المفروض على حلب، وذلك غداة السيطرة على مواقع إستراتيجية جنوبيالمدينة. وقالت فصائل معارضة تقاتل ضمن معركة كسر الحصار عن حلب، إن مقاتليها في داخل المدينة وخارجها التقوا مع بعضهم البعض بعد عصر أمس، وبذلك فكوا الحصار المفروض من قبل قوات النظام على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة، وتمكنت قوات المعارضة من السيطرة على مواقع استراتيجية جنوب مدينة حلب في تقدم من شأنه في حال تثبيت مواقعها الجديدة ان يساعدها بشكل كبير على فك الحصار. بموازاة ذلك، وفي تطور هو الابرز على الجبهات في مواجهة تنظيم داعش، سيطرت قوات سورية الديموقراطية وبعد شهرين من المعارك على كامل مدينة منبج، احد اهم معاقل المتطرفين في محافظة حلب. أكثر من 500 قتيل من الطرفين في المعارك خلال أسبوع وتدور منذ الاحد معارك عنيفة جنوب غرب حلب، اذ كانت الفصائل اطلقت هجمات عدة ضد قوات النظام اولها يوم الاحد الماضي، الا ان الهجومين الاعنف شهدتهما منطقة الكليات العسكرية الجمعة والسبت. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن للوكالة "سيطرت فصائل المعارضة على كلية التسليح والجزء الأكبر من كلية المدفعية في جنوب غرب مدينة حلب" وبعد تثبيت مواقعها في الكليات العسكرية، من المفترض ان تواصل الفصائل تقدمها شرقا والذي من شأن السيطرة عليه ان يمكنهم من فتح طريق إمداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع بالكامل لطريق الإمداد الى الأحياء الغربية. وتشهد مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سورية وعاصمتها الاقتصادية سابقا منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين قوات المعارضة في الاحياء الشرقية حيث يعيش 250 الف شخص وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية التي يسكنها حوالى مليون شخص. وأعرب سكان الاحياء الشرقية عن فرحهم بعد سماعهم الأنباء الآتية من الجبهات، وقال مصطفى بريمو (26 عاما) من سكان حي بستان القصر "المساجد هنا تقوم بالتكبير بعد وصول أخبار السيطرة على كلية المدفعية بفتح الطريق" ويضيف "أنا سعيد بهذا التقدم وسوف أقوم بذبح خروف وتوزيع لحمه على الفقراء في حال فتح الطريق". وأكد عبدالرحمن من جهته أن "قوات النظام السوري حاليا في موقع صعب جدا برغم الغارات الجوية الروسية التي تدعمها". أما عبدالرحمن فاختصر التطورات الحلبية بالقول "من يفوز بهذه المعركة سيفوز بحلب" وأضاف "إنها معركة تحديد مصير". وعلى جبهة أخرى، نجحت قوات سورية الديموقراطية، وفق ما أفاد المرصد السوري، بالسيطرة على كامل مدينة منبج، وتشكل منبج الى جانب مدينتي الباب وجرابلس أبرز معاقل المتطرفين في محافظة حلب. وقال عبدالرحمن "لم يبق فيها سوى بعض فلول المتطرفين المتوارين بين السكان"، مشيرا إلى أن هذا التحالف من فصائل كردية وعربية يعمل على تمشيط وسط المدينة بحثا عما تبقى من متطرفين. إلا أن المتحدث باسم المجلس العسكري لمنبج شرفان درويش فاكد لفرانس برس أن المعارك لا تزال مستمرة على بعد 200 متر فقط من وسط المدينة، مشددا على ان "قوات سورية الديموقراطية تسيطر حاليا على 90 في المئة منها". وبدأت قوات سورية الديموقراطية في 31 مايو بغطاء جوي من التحالف الدولي هجوما للسيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية الواقعة على خط الامداد الرئيسي للتنظيم المتطرف بين محافظة الرقة، ابرز معاقله في سورية، والحدود التركية. وتمكنت هذه القوات التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، من دخول منبج بعد اسابيع، إلا أنها واجهت مقاومة عنيفة من المتطرفين الذين لجأوا الى التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة والقناصة وزرع الالغام. إلى ذلك، قتل أكثر من 500 مقاتل من قوات النظام السوري وقوات المعارضة على حد سواء في المعارك الدائرة في جنوب حلب منذ يوم الاحد الماضي، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: قتل أكثر من 500 مقاتل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل السورية المعارضة جهة ثانية منذ يوم الاحد الماضي، وأشار عبدالرحمن إلى أن "غالبية القتلى من الفصائل نتيجة التفوق الجوي لقوات النظام وكثافة الغارات الجوية الروسية". آلية عسكرية تابعة للمعارضة السورية في حلب