نجح برنامج زراعة الكلى بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض في تحقيق قفزات متطورة عبر برنامج تبادل الكلى بين المتبرعين الأحياء من غير الأقارب بعد أن تمكنت الفرق الجراحية من استئصال أربع كلى من أربعة متبرعين وزراعتها لأربعة مرضى من عائلات مختلفة في وقت متزامن وبكفاءة طبية إثر تعذر إيجاد متبرعين مطابقين من الأقارب. وأوضح معالي الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أن توفر الامكانيات في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث مثل تعدد غرف العمليات المتطورة ووحدات العناية المركزة ذات التقنية العالية والكوادر الجراحية والتمريضية عالية التأهيل ساعد في استيعاب عمليات الاستئصال والزراعة التي جرت بين ثمانية أشخاص في وقت واحد. من جهته أوضح الدكتور ابراهيم الأحمدي رئيس قسم زراعة الكلى والبنكرياس المكلف بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض أن تلك العمليات أجريت لأربع نساء سعوديات مصابات بالفشل الكلوى تراوحت أعمارهن بين 52 و 66 سنة بعد استئصال تلك الكلى من أربعة متبرعين مطابقين غير أقارب نتيجة تعذر الحصول على متبرعين مطابقين من الأقارب. وأضاف د. الأحمدى إلى أن عملية المطابقة لهؤلاء المرضى تمت من خلال برنامج حاسوبي خاص معتمد عالمياً يعمل على معالجة البيانات للمرضى والمتبرعين بحيث يحصل كل مريض على الكلية المطابقة له، بعد ذلك يتم استدعاء المطابقين ومقابلتهم كمجموعة واحدة وشرح مراحل العملية وأخذ الموافقة منهم وإجراء الفحوصات النهائية، لافتاً إلى أن عمليات الاستئصال والزراعة استغرقت حوالي ست ساعات مشيراً إلى أن المرضى والمتبرعين قد غادروا المستشفى وهم في صحة جيدة. وشرح د. الأحمدى أهمية برنامج زراعة الكلى التبادلي من غير الأقارب الذي أنشئ في المستشفى عام 2011م حيث وفر للمريض الحصول على كلية متطابقة من متبرع غير قريب في حال عدم وجود متبرع قريب مطابق وبطريقة أسرع بدلاً من الإنتظار على قائمة الزراعة من المتبرعين المتوفين دماغياً. يشار إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض تمكن من إجراء زراعة كلى ل18 مريضاً عبر برنامج الكلى التبادلي من غير الأقارب منذ إنشاء البرنامج قبل خمسة أعوام، كان من بينها زراعة كلى لطفلين في عمر أربع سنوات و16 سنة أجريت قبل نحو شهر كأول حالة تجرى في المنطقة للأطفال بهذه الطريقة.