تناول تقرير صدر مؤخراً عن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتفصيل المساعدات السعودية التي لا تتوقف فحسب على النداءات العاجلة للأمم المتحدة، بل تخطتها إلى مساعدات إضافية تم تقديمها عبر 70 منظمة دولية ومحلية يمنية رسمية، ونفذت من خلال 80 برنامجاً تنوعت ما بين الإغاثية العاجلة، والمساعدات الإنسانية، والمساعدات الطبية والبيئية، استفاد منها أكثر من 62 مليون مستفيد، بإجمالي بلغ حتى يونيو 2016م أكثر من 460 مليون دولار، منها 186 مليون دولار صرفت بالتنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية العاملة في اليمن، فيما اعتمد المركز مبلغ 110 ملايين دولار أميركي للمشروعات بخطته للنصف الثاني من العام الميلادي الحالي. مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وغيره من الحملات الوطنية والمراكز المتخصصة التي تدعمها حكومة خادم الحرمين الشريفين، تميز "مملكة الإنسانية" بوقوفها بجدية مع الأشقاء في اليمن وفي كل بقاع العالم، بخدمات إنسانية وإغاثية في المناطق المتضررة بالداخل اليمني ومناطق اللجوء، وفق خطط مدروسة ومنفذة بعناية، ما يجسد الدور السعودي الإنساني الرائد على كل حال وفي أي مكان، دعماً للأشقاء المنكوبين، في عمل إغاثي منطلق من شعور بالمسؤولية تجاه القضايا الإنسانية. فالجهود الإغاثية التي تقدمها حكومة المملكة بتوجيه كريم مستمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- جهود لا تغيب عنها الشمس، في خدمة الأمة والعالم بشكل يجعل منها محطة أمان لا تنقطع، ومصدر عطاء لا ينضب. أكثر من 285 ألف طالب وطالبة يمنيين دون سن 18 سنة في مدارس المملكة التغذية والصحة والتطعيم وكشف تقرير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عن مشروعات المركز المهمة في مجالات التغذية والصحة والتطعيم والإصحاح البيئي والتعليم والدعم النفسي والحماية للطفل اليمني وأمه، ويؤكد أن المملكة واحدة من أول الدول الداعمة لجميع القرارات والاتفاقيات الدولية التي تُعنى بالأطفال، ومن ذلك ما يخص الشأن اليمني، حيث التزمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمبلغ 274 مليون دولار أميركي أي ما يعادل مليار ريال سعودي وهو المبلغ الكلي الذي أعلنته الأممالمتحدة بندائها العاجل لليمن في أبريل 2015. وقدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حسب "التقرير" دعماً للأم وطفلها والنساء الحوامل والرجال في اليمن عبر برامج يمولها المركز وتنفذها منظمة الصحة العالمية مع الشركاء الصحيين في اليمن، حيث استفادت من النساء 3.825.000، ومن الرجال 3.675.000، ومن الأطفال دون الخامسة 1.500.000، ومن النساء الحوامل 1.950.000. وموّل المركز أربع حملات نفذت للتحصين باللقاح الفموي الثلاثي التكافؤ، ووصل عدد المستفيدين منها إلى 4,737,386 طفلاً من أصل 5,093,963 طفلاً يمثلون 93% من مجمل الأطفال المستهدفين، كما مول تنفيذ خمسة أنشطة تكاملية لتقديم خدمات التحصين والإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة والصحة الإنجابية والتغذية وصلت من خلالها إلى أكثر من 300,000 طفل. من جهتها، نفذت المنظمة بالتعاون مع الشركاء الصحيين بتمويل من المركز حملتين وطنيتين ضد الحصبة والحصبة الألمانية وشملت حملة التحصين للذكور أقل من خمس سنوات 2,321,319 طفلاً وللفتيات 2,416,066 طفلة، ليبلغ المجموع المستهدف لهذه المرحلة 4,737,386 طفلاً وطفلة، أما ما يخص الأنشطة التكاملية فقد بلغ عدد المستفيدين 141,019 طفلاً أعمارهم اقل من خمس سنوات والإناث 159,022 طفلة ليبلغ مجموع المستفيدين من هذه الأنشطة 300,042 طفلا وطفلة. 900 طن من الأدوية موّل المركز حسب التقرير شراء وتوزيع أكثر من 900 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية للمحافظات المستهدفة خلال الأزمة للإسهام في استمرار خدمات الرعاية الصحية، استفاد منها أكثر من 1,600,000 شخص بما فيهم 300,000 طفل ما دون سن الخامسة و416,000 امرأة. كما قام المركز بتمويل المنظمة لتوفير 734,983 لتراً من الوقود لبنك الدم والمختبر المركزي ول 59 مستشفى وأربعة مراكز لغسيل الكلى ومركزين لمكافحة الأورام في 19 محافظة، استفاد من هذه الخدمات أكثر من 660,000 شخص بما فيهم 132,000 طفل ما دون سن الخامسة و171,600 من النساء الحوامل. وبين التقرير أن المركز قام بتقديم الدعم لمنظمة الصحة العالمية لتنفيذ 18 مركزاً للتغذية العلاجية استهدفت من خلالها 17,280 طفلاً مصاباً بسوء التغذية، تمكنت المنظمة من علاج 5421 حالة سوء تغذية حاد للأطفال ما دون سن الخامسة، مشيراً إلى أن المركز دعم مشروعات تغذية الأطفال والصحة والتطعيم والإصحاح البيئي والتعليم والدعم النفسي والحماية، حيث قدم تمويلاً لمنظمة الأممالمتحدة للأمومة والطفولة "اليونيسف" مبلغاً وقدره 29.6 مليون دولار أميركي أسهم في تلبية الخدمات الطبية والتطعيم والتغذية ومياه الشرب النظيفة والصرف صحي، استفاد منه أكثر من أربعة ملايين طفل وأكثر من نصف مليون امرأة مرضع وحامل داخل اليمن، وفي شأن المساعدات المقدمة للاجئين اليمنيين في جيبوتي فقد تم تقديم تمويل بمبلغ 350 ألف دولار أميركي لذات المنظمة لتقديم خدمات لأكثر من 7,600 طفل وامرأة. تعزيز نظام الترصد وسلط التقرير الضوء على دعم المركز واستجابته لمتطلبات تعزيز نظام الترصد وتطوير فاعلية جمع البيانات والتحليل والاستجابة الصحية، حيث عملت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية على تنفيذ النظام الإلكتروني للإنذار المبكر للأمراض يساعد في الكشف المبكر والاستجابة السريعة للأمراض الوبائية، كما وسعت المنظمة من نطاق عمل نظام الترصد في جميع المحافظات لتقديم استجابة صحية أكثر فاعلية. وقام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتمويل المنظمة لتعزيز تداخلاتها من خلال الشراكة مع ست منظمات غير حكومية ثلاث دولية وثلاث محلية، استفاد من هذه الشراكة ما مجموعه 298,263 شخصاً بما فيهم 59,652 طفلاً ما دون سن الخامسة و77,548 من النساء، وذلك في مجالات دعم العيادات المتنقلة التي تقدم الأنشطة الصحية المنقذة للحياة. وأوضح التقرير أن المركز دعم عبر منظمة الصحة العالمية 25 عيادة طبية متحركة لتقديم الخدمات الصحية المنقذة للحياة، بما فيها إدارة الأمراض المعدية والصحة الإنجابية والتحصين وإدارة حالات سوء التغذية للنازحين والسكان المتأثرين، وأسهمت هذه العيادات في تحصين أكثر من 77,000 طفل، كما عالجت 42,307 أطفال ضد أمراض مختلفة، وقدمت كذلك خدمات لصحة الأم لأكثر من 55,000 امرأة، كما قام المركز بالتمويل لإرسال 12 فريقاً لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية التكاملية في محافظاتعدن وأبين وحجة وصنعاء وصعدة وسقطرى، وقدمت هذه الفرق أكثر من 132,000 استشارة طبية منها 34,320 استشارة للنساء و26,400 للأطفال ما دون سن الخامسة. دعم الأمن الغذائي ونوه التقرير بما قدمه المركز في مجال الغذاء والتغذية، حيث تم تمويل برنامج الغذاء العالمي ب 145.4 مليون دولار أميركي تم على إثره تقديم الغذاء لأكثر من مليوني شخص شهرياً في اليمن، استفاد منه 1.3 مليون من النساء والأطفال في 19 محافظة يمنية، وفق التقرير الصادر من برنامج الغذاء العالمي بتاريخ 2 يونيو 2016. وكشف التقرير عما تم تنفيذه من برامج الإغاثة العاجلة لدعم الأمن الغذائي في اليمن التي بلغت 29 برنامجاً بلغت تكاليفها أكثر من 193 مليون دولار بالتعاون مع 21 منظمة وجهة رسمية، ومن ذلك برنامج سفينة درب الخير التي استفاد منها ما لا يقل عن مليون و200 ألف مستفيد، وبرنامج دعم الأمن الغذائي للمحافظة على الحياة ومكافحة الجوع، وبرنامج مشروع إغاثة جزيرة سقطرى، بالإضافة إلى تميز المركز من خلال تنفيذ عدد من الجسور الجوية الإغاثية، وبرنامج السلال الغذائية المستمر، وكذلك تنفيذ مشروع توزيع الأضاحي، وبرامج الإغاثة العاجلة المنجزة منها: إغاثة نازحي محافظة الجوف، وعملية إنزال لكسر الحصار في محافظة تعز. وأوضح التقرير سرعة استجابة المركز لنداء الأممالمتحدة العاجل من حيث توفير المواد الغذائية اللازمة لسير الحياة وذلك بتحديد المناطق الأكثر تضرراً من الكارثة، وتحديد الوسائل المناسبة لإيصال المساعدات بشكل آمن لهذه المناطق، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والاتصالات، بالإضافة إلى توزيع أطنان التمور وبرامج المساعدات والسلال الغذائية في عدد من المحافظات، وبرنامج دعم الأمن الغذائي للمحافظة على الحياة في محافظة صعدة ومساعدات طبية بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر اليمني وذلك بهدف المحافظة على الأمن الغذائي والصحة العامة، وكذلك تقديم مساعدات غذائية وطبية عبر الإسقاط الجوي لمحافظة تعز، فيما كشف التقرير عن استمرار مشروع تأمين سلال غذائية وتمور في المديريات التي تعرضت للحصار والقصف والمساعدات الغذائية لمدينة حضرموت. مستقبل التعليم الإلكتروني ويمثل "التعليم الإلكتروني" حسب التقرير أهمية مستقبلية، حيث بدأ المركز في دعمه بالنسبة لإعادة التعليم في اليمن، عبر البرنامج التعليمي الشامل الذي أطلقه المركز دعماً تدريبياً لخدمة التعليم ومنسوبيه في اليمن للإسهام في تخفيف وطأة الظروف القاسية التي يمر بها البلد الشقيق، وينفذ بشكل إلكتروني، كما يمثل استثماراً للظروف المتاحة من حيث بث خدمة دروس بمحتوى يمني يقدمه معلمون يمنيون، وبث فضائي، وتدريب للمعلمين وتحويل المناهج التعليمية المطبوعة إلى مناهج رقمية بالإضافة إلى تطبيقات على الأجهزة الذكية. ويتضمن "التعليم الإلكتروني" الذي صممته وتنفذه شركة تطوير للخدمات التعليمية "قناة فضائية تعليمية" بهدفين رئيسين؛ الأول: تعليمي في الداخل اليمني، والآخر: هدف لم الشمل وذلك من خلال بث فضائي يومي، ويصاحب ذلك بوابة تدريب تفاعلية للنهوض بمستوى المعلمين والمعلمات في اليمن الشقيق من خلال اكتسابهم مهارات تدريسية وتقنية تمكنهم من القيام ببناء الدروس الإلكترونية وإعدادها بأساليب وطرق تعليمة وفقاً لنظريات التعلم الحديثة، كما تتضمن الميزات خدمات متقدمة للبوابة تلبي احتياجات المعلم والمشرف والطالب حيث سيمكنهم من التسجيل المباشر والاستفادة من باقة الخدمات ومنها إضافة المواد والتخصصات، وإدارة بيانات الطلاب، وجدولة الدروس وبنك الأسئلة، وأسئلة للتواصل بين الطلاب والمعلمين، كما يتيح النظام العديد من الإحصاءات والتقارير وصولاً لنتائج اختبارات الطلاب. ويتوقع أن يتجاوز عدد الدروس التي سيوفرها البرنامج 4000 درس مباشر، و47 مادة لجميع المراحل الثلاث على النحو التالي: للمرحلة الابتدائية: علوم، رياضيات، لغة عربية، وللمرحلة المتوسطة: علوم، رياضيات، لغة إنجليزية، وللمرحلة الثانوية: فيزياء، كيمياء، رياضيات، لغة إنجليزية، نحو، بلاغة، نقد، وتوقع التقرير حجم المستفيدين من البرنامج التعليمي على صعيد المعلمين والطلاب حيث يبلغ أكثر من 500 معلم لجميع المراحل وقرابة 250 ألف طالب، وتأتي امتداداً لما قامت به وزارة التعليم في المملكة التي استوعبت 285,644 طالباً وطالبة يمنية دون سن 18 سنة في مدارس المملكة وهم من الذين دخلوا المملكة مع أسرهم بعد الأزمة في اليمن حيث تم منحهم حق الإقامة المؤقتة والتعليم المجاني. أكثر من 62 مليون مستفيد من خدمات المركز المساعدات الغذائية توجهت للمناطق الأكثر تضرراً