مهما وصلنا من الرقي والتطور في المجتمعات ما زلنا في بعض المواقف نتذكر بعض الأمثال البدوية ومن هذه الأمثال (من خلف ما مات) مثل شهير ومن هذا المنطلق عندما غيب الموت سمو الأمير الراحل سعود بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله صباح يوم الثلاثاء بتاريخ 1437/3/18 كانت ردود هذا الخبر كالصاعقة في قلوب أبنائه الأمراء -حفظهم الله- وبالأخص سمو سيدي وأخي الأمير مشعل بن سعود بن محمد آل سعود الذي عرفته عن قرب ولكن ايمانهم بالله قوي ونتذكر جميعنا محاسن ومواقف سموه الانسانية فتخفف علينا المصاب الذي ألم بنا جميعاً فقد عرف عن سمو الامير سعود رحمه الله بره بوالده الأمير الزاهد محمد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وقد رد الله جزاء ما قام به تجاه والده في أبنائه البرره البر العظيم تجاهه. وعندما كنت صغيرا مع والدي كنا نقوم بزيارة سمو الامير سعود -رحمه الله- وكنت في صغري أتذكر ويلفت انتباهي مواقف أبنائه البرره به حفظهم الله، وقد ربطتني علاقة قويه تشرفت بها كثيرا بأحد أبنائه الذي من هذا المنطلق عبرت بمشاعري عنها بسبب هذه الصورة التي يعجز التعبير تجاهها ويصعب وصفها إنه أخي سمو الامير مشعل بن سعود بن محمد بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله وهو يقبل يد والده سمو الامير الراحل سعود بن محمد رحمه الله فهي رسالة واضحة وصريحة تعبر عن بر الابن بوالده وفي الحقيقة يحدثني سموه عن مواقف سيدي الوالد رحمه الله التي اشتملت به عدة خصائل وفصائل من الصعب أن تجتمع بشخص ما. فقد عرف عن سموه التدين والكرم والادب وإصلاح ذات البين وحب الخير وفعله ومد يد العون وحب العلم ومشائخه وقد ينطبق عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم».. وقول الامام الشافعي في قصيدته الذي ختمها ببيته الشهير (قد ماتَ قومٌ ومَا مَاتَتْ مكارِمُهم وعَاشَ قومٌ وهُم فِي النَّاس ِأمْواتُ) رحم الله سموه وجعل ما قدمه في ميزان حسناته. وقد أخذ ابنه سمو الامير مشعل بن سعود من هذه الصفات العظيمة التي أشهد الله عليها فكلما جالست سموه لم أخرج منه الا وقد زادني بفوائد ومعلومات بجميع جوانب الحياة حفظ الله هذه الشجرة وجعلها الله شجرة لا تنقطع وأمد الله بعمرها وجذورها.. ذيب بن زيد الهاجري