بكل أسى وحزن فقدت الجزيرة العربية والشعب السعودي أجمع رجلاً أطلقت عليه عدة ألقاب، وأحبه الجميع لما يبذله من مواقف وكرم وشهامة وفعل الخير، والعطف على المساكين، وقضاء الحوائج، والسعي في أصلاح ذات البين، وعتق الارقاب، وقد حاز عدة ألقاب يصعب حصرها، لكن الأكثر انتشاراً أنه سمو الأمير سعود بن محمد بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل ال سعود رحمه الله وجعل الجنة منزلته. ولد سموه سنة 1338 وقد لازم والده الأمير الزاهد محمد بن عبدالعزيز ال سعود رحمه الله، وخاله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، والتحق في حلقة الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ رحمه الله، وأفاد منها علماً وأدباً ومزاملة لأهل العلم والصلاح، وكان مضرباً لمثل بر الوالدين إذ خصص لكل يوم بالجلوس مع والده الأمير الزاهد بعد كل صلاة فجر، وكان كثير الأداء لفريضة الحج والعمرة وجميع من معه على نفقته الخاصة. وقد أخبرني أحد أبنائه البررة أنه من الملازمين لقيام الليل ومن الصعب نساينها أو التكاسل عنها، وقد ذكر الشيخ د. عبدالعزيز السدحان في كتابه أن سماحة المفتي، وفضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله، وفيضلة الشيخ صالح الفوزان، من المحبين لسموه، وقد ذكروا عدة مواقف لسموه لما فيها من الخير والأجر العظيم بإذن الله. وقد ذكروا أنه كان يقوم بغسل قدمي والده وتدليكهما، كما ذكر الشيخ السدحان أن أحد جلساء الأمير الزاهد قد أخبره أن ابنه الأمير سعود رحمه الله كان لا يعطي ظهره لوالده، ولا يجلس ألا أذا أمره والده بالجلوس احتراما وبرا بوالده. وقد اجتمعت في سموه عدة فصائل وخصائل فريدة ومن الصعب أن تجتمع بشخص ما. وقد كان سموه من الأدباء والشعراء إذ يشار إليه بالبنان وقد كان مجلسه العامر يكتظ بأهل العلم ومشائخ القبائل والشعراء والأدباء. ولعل خير دليل وبرهان الحضور اللافت في أيام العزاء ما يجعلني أعجز عن تصوير الموقف وازدحام المواطنين بقصره رحمه الله. ولعلنا نكون شهود الله في أرضه لما بذله تجاهنا وتجاه محبيه.. رحل سموه بعدما قارب ال 99 عاما بسجل زاخر وفاخر بالعطاء.. رحم الله سموه وجعل منزلته الفردوس الأعلى وحفظ الله أبناءه البررة إنه القادر عليه.