مع قناعتي بأن الدور القيادي مطلوب في كل المستويات الإدارية إلا أن خطوة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بفتح باب فرص التقدم للشباب من موظفي الوزارة للترشح للوظائف القيادية هي خطوة رائدة لا تخالف النظام ولكنها تتكيف مع المتغيرات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية. إن من أهم مسؤوليات القيادي القيام باكتشاف قيادات المستقبل. هنا يتفاوت القياديون في قدراتهم في هذا الاتجاه، كما أن الرغبة في القيام بهذه المسؤولية لا تتوفر عند الجميع لأسباب قد تكون نظامية يستسلم لها المسؤول، أو بسبب قناعة شخصية لدى القيادي بأهمية مراعاة التدرج الوظيفي، أو بسبب الخوف من المنافسة. من مهام القائد جعل بيئة العمل بيئة ايجابية تحفز على العمل الجماعي، والابداع والنجاح، وتوفر فرص النمو واكتشاف قيادات جديدة. وفي كثير من المؤسسات يضع القيادي سياسةً لتطوير المرؤوسين والاستثمار في القادة الذي يحقق، حسب رأي أحد الرؤساء التنفيذيين، الدروس، ويفتح العين على القادة المحتملين، ويساعد في تعبيد طريقهم المهني، ويجعل المنظمة أكثر استعدادا للارتقاء في المستقبل. إن التدرج الوظيفي التقليدي لا يعني بالضرورة وصول شخص يمتلك القدرات القيادية اللازمة للتكيف مع متغيرات ومتطلبات هذا العصر، والقيادي الواثق من نفسه يستثمر فريق عمله ويتيح لهم المجال للتنافس في البناء لمصلحة العمل والتطوير للفرد والمنظمة. يقال في هذا الصدد:عندما يوظف المدير أناساً أذكى منه ويصل الى أهدافه فإنه يثبت أنه أذكى منهم. القائد الذكي إذن هو الذي يعلم أن نجاح فريق عمله هو نجاح له، ولا ينظر للمتميز على أنه يمثل تهديدا بل إضافة. الخطوة التالية بعد اكتشاف القيادات الشابة هي الثقة وتفويض الصلاحيات والمشاركة في رسم السياسات واتخاذ القرارات واكتساب الخبرة بالممارسة الفعلية - وليس الشكلية - للدور القيادي، يضاف الى ذلك أهمية المشاركة في الدورات التدريبية وورش العمل، وكذلك تمثيل الجهاز الذي يعمل فيه في الاجتماعات والندوات والمؤتمرات بديلا لرئيس الجهاز. وفي هذا ممارسة للثقة، ونجاح في ادارة الوقت. القائد الناجح هو الذي يبحث عن القيادات التي تقدم له الحلول وليس القيادات التي تكتفي بالتنفيذ حسب التوجيه، وحسب النص المنقذ المعروف المتداول بكثرة وهو (حسب النظام). القائد الذكي يستعين بمن يضيف، ويقدم آراء مختلفة قد لا تتفق مع رؤيته. نحن بحاجة الى قيادات تفكر وتحلل وتقدم المبادرات والحلول وتتخذ القرارات ولا تحصر عملها في انتظار التعليمات والتوجيهات. وبعد ذلك نتمنى أن تنتقل مبادرة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الى الجهات الأخرى ذلك أن وجود قدرات قيادية شبابية غير مستثمرة هو هدر في أهم عنصر في منظومة العمل وهو العنصر البشري. [email protected]