حمود دخيل العتيبي يخطىء كثير من الآباء عندما يقدم مفتاح السيارة كهدية لابنه غير المدرك ليجرب القيادة في الشارع وذلك بهدف جلب المتعة والسعادة بينما هو في الحقيقة يقوده إلى حتفه من حيث لا يشعر فالتربية الإسلامية تؤكد على منع الضرر سواءً كان للفرد نفسه أو مجتمعه امتثالاً لقوله سبحانه وتعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين). إن ما يحدث من جراء حوادث المرور الناتجة عن السلوكيات الخاطئة لبعض الشباب أثناء القيادة وعدم احترام أولويات السير وقوانين المرور يجعلنا نؤكد على وجوب صيانة النفس وعدم تعريضها للخطر. فالحوادث لا ترحم وسجلات المرور تسجل حادثه كل دقائق وحالة وفاة كل ساعة وعشرين دقيقة جراء حوادث السير. وتتركز الوفيات في صفوف من تقل أعمارهم عن 40 عاماً، وذلك بنسبة 73% من إجمالي الوفيات مما جعل الحوادث المرورية تمثل هاجساً وقلقاً كبيراً لكافة أفراد المجتمع، بل وأصبحت واحدة من أهم المشكلات التي تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية وتستهدف المجتمعات في أهم مقومات الحياة والذي هو العنصر البشري إضافة إلى ما تكبده المجتمع من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية ضخمة، مما يوجب علينا العمل لزاماً على إيجاد الحلول الناجحة ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث أو على أقل تقدير معالجة السبب في الكثير من تلك الحوادث والعمل على تكوين جمعيات فاعلة للسلامة المرورية تساعد في نشر الوعي، وتذكر بالآثار المحزنة والمأساوية التي تتسبب فيها حوادث المرور، وتعمل على توعية المواطنين بأهمية مراعاة شروط الأمان باستخدام أحزمة الأمان والحرص على التأكد من سلامة السيارة واكتمال مواصفات السلامة فيها. أخيراً السلامة المرورية مسؤولية مجتمعية، تبدأ من الأسرة، والمدرسة، وأفراد المجتمع، ومؤسسات الإعلام، والجمعيات التي تسعى لغرس ثقافة السلامة المرورية، وتنتهي بالجهات المسؤولة عن وضع وتنفيذ السياسات التي تضمن تحقيق السلامة المرورية. ونشر ثقافة التوعية المرورية، وضمان الالتزام بالقواعد المرورية. فالهدف هو تحقيق السلامة المرورية والحفاظ على أمن وسلامة مستخدمي الطرق، والتقليل من الحوادث المرورية والحد من آثارها التي تهدد حياة الأفراد بالوفاة أو الإعاقة الدائمة. حفظ الله الجميع من كل مكروه.