مر عامان على إعلان الحرب على "داعش"، ففي صيف 2014 بدأت قوات التحالف بقصف مواقع التنظيم الإرهابي الذي خسر حسب البيانات الرسمية 45٪ من الأراضي التي يسيطر عليها في العراق، و20٪ من أراضيه في سورية، وهو الذي (أي التنظيم) كان يسيطر على ثلث مساحة العراق قبل بدء العمليات. في اجتماع وصف بأنه إعداد للمرحلة الأخيرة في الحرب على "داعش" في سورية والعراق، اجتمع ثلاثون وزير دفاع هم أعضاء التحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي في واشنطن، وخرجوا بالتزام وإصرار على تدمير هذا التنظيم الإرهابي بعد أن سيطر التحالف اليوم على مسار المعركة التي يشنها، لكن لايزال التنظيم يقاوم في مناطق تواجده شمال العراق وجنوب وشمال سورية. ويأتي الاجتماع الوزاري في لحظة تُعد فيها واشنطن وأعضاء التحالف الدولي العدة للإجهاز على "داعش" في الموصل ثاني أكبر مدن العراق والتي شاهد العالم فيها الإرهابي أبوبكر البغدادي زعيم "داعش" يخطب من على منبر جامع الموصل الكبير، وكان سقوط تلك المدينة في يد التنظيم أحد أهم الأسباب لقيام التحالف وسقوط حكومة نوري المالكي في بغداد.. ويبدو التحالف اليوم حذراً ودقيقاً في إطلاق عمليته لتحرير الموصل التي يقطنها أكثر من مليون ونصف المليون إنسان؛ وهو أمر ينذر بموجات نزوح كبيرة يستنفر الجهات الإغاثية الدولية، وبقدر ما كان سقوط المدينة في يد "داعش" مدوياً ستكون خسارتها بالنسبة للتنظيم انكساراً وهزيمة وإعلاناً رسمياً لاحتضاره على الأرض. وبالرغم من تقلص حجم سيطرة التنظيم وقرب معركة الموصل وتضييق الخناق عليه في سورية وتحديداً في الرقة بانتظار المعركة الفاصلة في دير الزور حيث الحدود السورية العراقية، إلا أنه استطاع تدويل عملياته في عدة مناطق حول العالم، ما يجعلنا نتنبه لضرورة تعقب خطاب التطرف والتحريض والكراهية في مناطق عدة حول العالم، وخصوصاً تلك التي استهدفها "داعش"، إذ يجد التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة ذلك النوع من الخطابات فرصة لاستمرار عملياته، فتلك هي الأيديولوجية التي يقتات منها ويعيش عليها. لقد كانت المملكة من الدول المبادرة منذ صعود موجة التطرف الأخيرة والتي صاحبت الأزمة السورية إلى التحذير من الإرهاب وامتداداته، وهو الأمر الذي قلّلت منه الدول الغربية وإذ بها تواجه اليوم عدواً شرساً يضرب في عواصمها ويستهدف مواطنيها، واصطفت الرياض بجانب التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وقدمت الدعم اللازم وشاركت في الطلعات الجوية التي تستهدف مواقع التنظيم وهي ترى في الحرب على الإرهاب ومسبباته حرباً وجودية.