أجرى الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند محادثات مع القادة العراقيين في بغداد وأربيل أمس، مشدداً على أن القضاء على «داعش سيستغرق أسابيع وليس سنوات»، وأكد مشاركة بلاده في إعادة إعمار الموصل، وأشار الى «ضرورة إيجاد حل سياسي في سورية». ووصل هولاند صباح أمس الى بغداد، وعقد لقاءات منفصلة مع كل من الرئيس فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري، وقال فور وصوله الى قاعدة عسكرية، حيث الجنود الفرنسيون أن «الإجراءات ضد الإرهاب في العراق تساعد في منع وقوع عمليات إرهابية على أرضنا». وقال العبادي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هولاند في القصر الحكومي وسط بغداد، إن «داعش يحاول القيام بعمليات إرهابية لزعزعة الأمن داخل المدن»، وأضاف أن «الإرهاب استهدف النجف أمس (أول من أمس)، واليوم (أمس) استهدف مدينة الصدر». ودعا قوات الأمن الى «الحيطة والحذر بعد هذه التفجيرات التي يسعى التنظيم من خلالها إلى زعزعة وإرباك الوضع الأمني»، ولفت الى أن «القوات العراقية استطاعت تقليل الفترة الزمنية التي كانت محددة للقضاء على الإرهاب في كل المدن». ونفى «مشاركة أي قوات قتالية من التحالف الدولي في معارك الموصل»، مؤكداً أن «الجنود العراقيين وحدهم يدافعون عن أرضهم». وتابع أن «المناطق المحررة في الساحل الأيسر من الموصل شهدت عودة 13 الف نازح الى مناطقهم بعد توفير سبل الاستقرار لهم ونحتاج الى مساعدة لإعادة الاستقرار»، ودعا الجميع الى «التعاون في المجال الاستخباراتي لأن الإرهاب يحاول زعزعة الأمن في كل مكان». وقال هولاند خلال المؤتمر إن «زيارتي بغداد تأتي تعبيراً عن تضامن فرنسا ودعمها الفاعل لتحرير الموصل، وستشارك بكامل طاقتها لإعادة اعمار المدينة»، مشيراً الى أن باريس «مستعدة لتنظيم مؤتمر دولي جديد لجمع التمويل والاسهام في الإعمار بعد التحرير». وأضاف أن «القضاء على داعش بالموصل سيستغرق أسابيع وليس سنوات، وسنرى نهايته قريباً»، لافتاً الى أن «داعش يتراجع أمام القوات العراقية (...) واتفقنا مع القيادة على أن يكون المقاتلون على الأرض من العراقيين حصراً». وزاد «كنت قبل سنتين ونصف السنة في بغداد وكان الوضع صعباً جداً لأن داعش سيطر على المدن ووصل الى أبواب بغداد»، مبيناً أن «القوات العراقية تمكنت من استعادة معظم تلك المدن»، وأضاف أن «فرنسا كانت الى جانب العراق تقدم المشورة والمساندة بطائراتها الحربية». من جهة أخرى، شدد الرئيس الفرنسي على ضرورة «التوصل الى حل سياسي في سورية لأن ما يحصل فيها وفي العراق يؤثر في أوروبا، ونتمنى أن يكون هناك انتقال سياسي في دمشق وحكومة جامعة لكل الأطياف وبذلك ستكون المعركة ضد داعش فاعلة». بعد ذلك انتقل هولاند إلى أربيل، حيث التقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وبحث معه في الحرب على «داعش»، والوضع في الإقليم الكردي.