أثارت تغريدتان في تويتر سجالا بين شرائح الإعلاميين، حين كتب مدير قناة العربية الزميل تركي الدخيل (العربية نقلت الأخبار كما وردت على القنوات التركية مثل كل القنوات، لم نفرح بالانقلاب ولا فرحنا بفشله. نحن قناة أخبار، الفرح والحزن ليس وظيفتنا!).. جاءت هذه التغريدة ردا على بعض الاتهامات بعدم حيادية العربية في تغطية أحداث تركيا الأخيرة. تغريدة أخرى لمدير قناة الجزيرة ياسر أبوهلالة، واضح من مفرداتها أنها جاءت ردا على ما كتبه تركي الدخيل، قال فيها (ليس صحيحا أن الإعلام لا يفرح ولا يحزن، هل تغطية جنازة الأميرة ديانا كتغطية عرسها؟ استشهاد محمد الدرة كهروب بن على؟).. طبعا الجزيرة هي الأخرى لم تسلم من النقد الشديد أيضا لعدم حياديتها في نقل الأحداث كما وقعت. وكانت هناك قنوات أخرى وصحف وقعت في فخ الأمنيات أكثر من نقل الأخبار السليمة والدقيقة، وفي اتباع الهوى حتى لو كان الاعتماد على بعض المصادر غير الدقيقة، وهو أمر مستهجن من بعض المواقع الإلكترونية الضعيفة والصغيرة، ولكنه مستغرب من قناة كبيرة بحجم سكاي نيوز أن تكون تغطيتها للأحداث اعتمادا على معلومات متواترة وليست دقيقة، وأعتقد أن سكاي نيوز كانت الخاسر الأكبر في تلك الأحداث. وهنا يجب أن نقف كمهنيين عند حفاظ الإعلام الفضائي على أهميته وقوته ومكانته في مقابل ما يثار بأن وسائل التواصل الاجتماعي تفوقت على الإعلام التقليدي، حيث أثبتت الأزمة التركية الأخيرة أن القنوات الفضائية كانت هي المرجع الأساسي والرئيسي للأخبار والمعلومات، بالرغم من بعض السقطات غير المقبولة التي وقعت بها بعض تلك الفضائيات، ومن كان غائبا عن المنافسة هي الصحف اليومية الورقية التي لم يكن لها أي دور يذكر في تغطية تلك الأحداث، أو كونها مصدرا للمعلومات. أما وسائل التواصل الاجتماعي فصارت تتضارب بالمعلومات حسب أهواء وأمزجة المغردين، بين مؤيد وبين معارض، مثلما تضاربت المصطلحات في بعض وسائل الإعلام حسبما تشتهي بين وصف ما حدث انقلابا أم ثورة أم غير ذلك. الدرس التركي الأخير لوسائل الإعلام العربية يجب أن يؤخذ بالاعتبار.. أنا أتفق مع طرح الزميل تركي الدخيل بما قصده من أن الإعلام يجب أن يكون محايدا، ولا يبدي تأثرا أو ردة فعل، ولكن ما يجب لا يعني ما حدث، فقد وجدنا الأمزجة الشخصية في تلك الأحداث تؤثر في اتجاهها.. فالوسيلة الإعلامية يجب أن تكون محايدة في نقل الأخبار، والإعلامي يجب أن يكون له رأي وموقف في التفاعل مع القضايا.. الحيادية في الخبر، والموقف في الرأي.. والموضوع قابل للنقاش.. ودمتم سالمين. [email protected]