قالت شركة شرق أوسطية متخصصة في صناعة الأدوية إن عقارها التجريبي للأنسولين الفموي نجح في تقليص مستويات الجلوكوز في الدم خلال الليل بشكل كبير بين المرضى الذين يعانون من النمط الثاني لداء السكري وذلك وفق ما أظهرته بيانات أولية من المرحلة المتوسطة للتجارب. وقالت المديرة العلمية للشركة إنهم تمكنوا من تحقيق نتائج "ذات دلالة إحصائية" في الجانب السريري من الدراسة. ومن المُرجح أن تفاجئ النتيجة الكثير من المتشككين الذين لم يصدقوا أن بالإمكان تعاطي الأنسولين عبر الفم لأنهم كانوا يشككون في أن يحقق التأثير المقصود بسبب العصارة الهضمية. وتستخدم الشركة المنتجة للأنسولين الفموي غلافاً واقياً وجرعة كبيرة بما يكفي من الأنسولين بحيث تستطيع أن توفر كمية مفيدة من الهرمون برغم تدمير معظمها. وأضافت مديرة الشركة "التركيبة التي لدينا تشمل مُحسناً وأساساً فإن جوهرها هو مثبطات للإنزيم البروتيني". وأكثر شيء جذاب في الأنسولين الفموي أو قرص الأنسولين -إضافة إلى البعد عن استخدام المحاقن- هو أنه يقترب أكثر من الأنسولين الطبيعي الذي ينتجه البنكرياس ويدخل الدورة الدموية ويتجه إلى الكبد مباشرة. ويجب أن تتكرر النتيجة الإيجابية في المرحلة الثالثة والأكبر من التجربة قبل تقديم الدواء للحصول على الموافقة اللازمة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة ومقرها القدس "عندما تتعاطى الأنسولين حقناً يتجه مباشرة للدورة الدموية لكن عندما تأخذه عن طريق الفم يأخذ طريقه أولاً إلى الكبد.. والكبد هو العضو الذي ينظم إفراز الأنسولين في مجرى الدم وهذا يفسر كون الأنسولين الفموي أفضل من الناحية الصحية لعلاج مرض السكري". وشملت الدراسة -التي أُجريت على 180 مريضاً- واستمرت 28 يوماً مرضى لم يتم السيطرة على داء السكري من النمط الثاني لديهم بعقار ميتفورمين. وتناول المرضى جرعات قبل النوم مع مراقبة مستويات الجلوكوز في دمهم أثناء الليل بشكل مستمر. وانخفضت نسبة الجلوكوز خلال الليل في دم من تلقوا الأنسولين الفموي بنحو 6.5 في المئة مقارنة بمن تعاطوا دواء وهميا. وقالت الشركة إنه لم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية سلبية خطيرة أو مشكلات تتعلق بنقص السكر في الدم. وتعتزم الشركة نشر مزيد من البيانات المفصلة بشأن الدراسة بمجرد أن تنتهي من تحليل نتائجها بالكامل. وفي حالة التيقن من فعاليته وأمانه فمن المتوقع أن يصبح الأنسولين الفموي منتجا لتجارة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات. وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة إنهم يأملون مستقبلاً في استخدام هذه التكنولوجيا للسماح بالاستغناء عن أدوية أخرى تؤخذ عن طريق الحقن -مثل التطعيم ضد الانفلونزا- وتحويلها إلى أدوية تؤخذ عن طريق الفم أيضاً.