في سنوات مضت لم تكن المتاحف الأثرية والتاريخية في منطقة حائل تلقي الاهتمام والدعم، إلا أن رغبة عدد محدود من محبي الآثار من أهل المنطقة استطاعوا في الخمس سنوات الاخيرة من تغيير تلك الصورة التقليدية القديمة، حيث شهدت ساحة المنطقة تدشين المتاحف الاثرية والتراثية مؤخراً بكثرة، مما ساهمت في تحويل نظرة الكثير من الناس في حب وقيمة الآثار والمتاحف. ومن هؤلاء الذين تعايشوا مع هذه المتاحف وما لها من قيمة في حراك المنطقة السياحي والاثري، خالد المطرود صاحب متحف لقيت للماضي اثر، الذي قضي شبابه لجمع التراث وتوثيق الموروث الشعبي رغبة في الحفاظ على التراث الذي بحد وصفه أوشك على الاندثار ونقله إلى الاجيال القادمة والناشئة في متحفه الجميل المجاور لقلعة اعيرف. المطرود لم تمنعه ارتباطاته ومشاغله العديدة من ان يحافظ على ولعه وتراثه، وحول مكان موقعه الى موقع تراثي جميل يخيل إليك انه في موقع الجنادرية، حيث يقضي جل وقته بين مقتنيات الماضي الذي تمثل له قيمة كبيرة منها كانت الانطلاقة بعمل المتحف التراثي منذ الصغر، مؤكداً ان للآثار قيمة واهمية كبيرة في حياة الناس وتقاس عظمة واهمية كل مجتمع بما يملكه من هذا المخزون التراثي الكبير ومدى تمسكه بالقيم الجميلة التي نحرص جميعاً على تأصيلها في الناشئة الجدد، مؤكداً أن بدايته بجمع التراث ومقتنياته كانت قديما رغم قلة وندرة المقتنيات وصعوبة الحصول عليها، حيث ترتب على ذلك سفري المستمر إلى مسافات بعيدة بحثاً عن المقتنيات والقطع النادرة، مضيفاً بأن عزيمته كانت بعد توفيق الله تعالى وبجهود الاخوان والزملاء وتشجيعهم للاهتمام بالمقتنيات كان لهما الاثر في تأسيس هذا المتحف. فيما يقطن متحف النايف الاثري في جبة حائل شمالا والذي يعد مرجعا لكثير من المتاحف لحجمه ومكانته باعتباره أصبح من المعالم السياحية في المنطقة بما يضمه من القطع التراثية والأثرية القديمة، فهو متحف غني يضم آثاراً قديمة، من المحاميس، والبنادق الأثرية، والاحجار النادرة، والعملات القديمة، والأواني التراثية، والصور النادرة والثمينة، والقصائد والاشعار التي تحكي كرم ضيافة أهل جبة. وأكد صاحب المتحف سعود النايف، في اكثر من مناسبة ان الهدف الاسمي من المتحف يأتي في سبيل المحافظة على قيمة التراث القديم وعلى الأدوات التي كان يستخدمها آباؤنا وأجدادنا في حياتهم، وتوضيح معاناتهم في التنقل والعيش في ظروف صعبة جداً، مقارنة بما نحن فيه اليوم من النعمة والامن والاستقرار. إلي ذلك بقي نقول ان كل المتاحف التراثية والاثرية في المنطقة شكلت وجهة لكل السائحين والزوار للمنطقة للاطلاع على مقتنياتها العديدة مما اعطي الميزة لها، ومثلت جزءاً من الثقافات الفنية المحلية لرسم منظومة تطويرية تعزز الثقافة السياحية بالمنطقة. متحف لقينا للماضي أثر مقتنيات أثرية قديمة في المتاحف