يعد متحف قصر النايف الأثري في مدينة جبة (103 كيلو مترات شمال غرب حائل) قبلة المستشرقين الغربيين في السابق، ولأحفادهم والدبلوماسيين الغربيين حالياً، وإحدى الوجهات السياحية لزوار المنطقة من داخل وخارج المملكة، وتم تشييد القصر عام 1117ه، وبناه عتيق بن مسلم بن فرحان بن رمال، ويوجد في داخل القصر بئر ماء يعود إلى أكثر من ألف و500 سنة، ويعرف محلياً باسم «الجب»، واشتق اسم جبة من هذا البئر، حيث يتميز باتساع فوهته. ويذكر ل»الشرق» سعود النايف المشرف على المتحف، أن الهدف من تحويل قصر النايف لمتحف أثري كان للمحافظة عليه، نظراً لقيمته التاريخية، بعد أن تم تدوينه وذكر اسمه وموقعه في عدد من الكتب والمذكرات، التي قام بنشرها الرحالة والمستشرقون الغربيون، ومنهم الليدي آن بلنت أوغست، مع الإبقاء على بعض من المقتنيات الأثرية والتاريخية النادرة التي كانت موجودة في القصر. وبيّن سعود النايف أن بداية العمل كانت من عام (1406 1410)ه، لتجهيز قصر نايف لاستقبال الزوار والسياح، ويتكون المتحف من أقسام عدة، القسم الخاص بالزراعة، ويضم البئر وأدوات الزراعة القديمة، وقسم آخر للحرف اليدوية القديمة، إضافة إلى موقع المقتنيات الأثرية النادرة والقديمة وغرفة الضيوف والزوار، التي استقبلت المستشرقين الغربيين. وأشار سعود النايف أن أبرز زوار المتحف كان الأمير سلطان بن سلمان، الأمين العام للهيئة العام للسياحة والآثار، والأمير عبدالعزيز بن سعد، نائب أمير منطقة حائل، والأمير سلطان بن محمد الكبير، وعدد كبير من المسؤولين ووفود رسمية وسياحية. ومن أبرز زوار المتحف من خارج المملكة كانت زيارة حفيد المستشرقة الليدي آن بلنت، اللورد ليتون، عضو مجلس العموم البريطاني في عام 1424ه، والسفير البريطاني، والسفير الفرنسي فوق العادة لغير السعودية، والسفير الفرنسي، والسفير الأمريكي مرتين، إحداهما كانت رحلة على ظهور الجمال من الجوف لجبة. وأول رئيس لشركة أرمكو السعودية، والسفير الألماني لدى السعودية سابقاً شوكر، الذي قام بثلاث زيارات. وأضاف سعود النايف «في الفترة الماضية قمنا بترميم المتحف من حسابنا الخاص، بعمل عديد من التغيرات والتحسينات على بعض الأقسام، مع المحافظة على هويته بالتعاقد مع مؤسسة متخصصة في المباني التراثية والتاريخية. وتم الانتهاء من العمل والمتحف، وأصبح جاهزاً لاستقبال ضيوف المنطقة والوفود السياحية والزوار» ,ومن جهته، أوضح الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن لعبون، المستشار الجيولوجي النفطي، وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، خلال زيارته للمتحف، أن مدينة جبة جميلة ومميزة جيولوجياً وتراثياً وحضارياً، وموقعها يخولها استقطاب الزوار والسياح، والمتحف غني في محتواه العلمي والتاريخي والأثري، والرسومات الصخرية يعود بعضها إلى ثلاثة آلاف سنة، يضيف بن لعبون. ويقول يوسف الغامدي إنه أحد المهتمين بالآثار، وكانت له زيارات عديدة إلى المتحف، وأشاد بما يضمه المتحف من قطع أثرية قديمة، وتنوع أقسام المتحف.