يتذكر الأجداد بهجة العيد قديما بكثير من الحنين للماضي الجميل ولتلك البهجة التي اختفت مع الزمن، فما كان يفرحهم قديما لم يعد يحمل ذات المعنى عند أبنائهم وأحفادهم، فالعيد قديما كان يعني الزيارات العائلية المبهجة لنفوسهم ولمة الاقارب والاحباب من اول ساعة بعد صلاة العيد حتى اخر ساعات الليل وكانت ملامح العيد رغم بساطتها تملأ اركان الحارات، فكانت عبارات التهاني وملامح الاستبشار في كل مكان وتزين كل النفوس، بل إن البيوت كانت تضج بالأطفال والمهنئين وإفطار يوم العيد الذي يشارك فيه أبناء العائلة الواحدة من كل المناطق يتجمعون ويشدون الرحال نحو بيت كبير العائلة ليتشاركوا البهجة التي لا تحلو إلا في الالتمام والصحبة، في حين أن العيد اليوم يبدأ بعد المغرب وبدايته غالبا ما تكون في الحدائق والمتنزهات ومراكز الترفيه المتعددة في كل منطقة.. فهل حقا فقد العيد بهجته القديمة وهل من سبيل إلى إعادة البهجة لايامه المعدودة ومن يحمل هذه المسؤولية وكيف؟ بهجة خاصة تقول نسرين الحمد -أم لطفلين - لكل زمن وقته وبهجته والبكاء على الماضي يسلب منا بهجة العيد ويحول أيامه إلى ملل لا ينتهي ولهذا قررت ان تكون ايام العيد كما ينبغي ان تكون محببة وعامرة بالبهجة، ولهذا وضعت خطة لا علاقة لها بالملابس الجديدة ولا العيديات فهذه امور يحظى بها اطفالي طوال العام ولا تشكل لديهم اية خصوصية لذا قررت ان ابتكر اشياء جديدة لا نصنعها إلا في ايام العيد وابدأها عادة كما في القديم والحديث بزيارة بيت ابي وبيت عمي والد زوجي، فاعتدت منذ ان تزوجت على ارتداء اكثر الملابس اناقة والذهاب بعد صلاة العيد مباشرة الي بيوت الغاليين ثم العودة منها بعد الافطار معهم الى المنزل لاصنع مائدة غذاء مبتكرة وجديدة وحين صار عندي اطفال اصبحت متعتهم الكبيرة الدخول معي الى المطبخ . وتضيف: بعد الاكل نبدأ معا كعائلة صغيرة في اللعب والمسابقات وانحي الأجهزة الذكية جانبا فلا يتذكرها صغاري في خضم المسابقات الجميلة المستوحاة من العاب الاولين واخصص لهذا اللعب المليء بالفوضى غرفة واسعة، وكل ما يريدون ان يصنعوه فيها مباح بلا زعل ولا عصبية، وهكذا كلما تذكرت لعبة قديمة ابادر فورا لتنفيذها وفي المساء نخرج لمدن الالعاب حتى اذا ما انقضت ايام العيد وعاد البيت الى سكينته، اجتمعنا على الصور نضحك على كل لحظة فيها وينتظر صغاري عيدهم القادم ليكرروا ما صنعوه في العيد السابق واكثر هكذا اصنع بهجتي وبهجتهم وهكذا يمضي عيدنا. العيد في الحديقة وقالت نورة اليوسف -أم لاربعة اطفال- أنها ابتكرت بدورها طقوس بهجة محددة مع صغارها تحكي عنها مضيفةً: لا يحلو العيد بغير الاجتماع والصحبة، وقبيل العيد بايام اقوم مع صغاري بابتكار بطاقات دعوة نقوم برسمها وتلوينها يدويا نوجهها الى كل اصدقائهم واقاربهم الصغار ليأتوا الينا في منزلنا ويقضوا يوم عيد خاص للغاية في حديقة منزلنا الواسعة حيث اقوم بتجهيز الاطعمة الخفيفة والالعاب المختلفة في كل مكان في الساحة واترك الاطفال يفعلون ما يريدون وفي الحقيقة ان هذا النشاط يجعل الصغار في غاية السعادة ويمنحنا نحن كأمهات سعادة إضافية لاننا نشارك فنعود الى ايام الطفولة ونتذكر ألعاباً نمارسها معهم وفي كل هذا لا مجال للملل او الشكوى والترحم على الماضي فلكل عصر أدواته والبهجة نحن من يصنعها وليس الزمن. عيد مختلف من جانبها صنعت زيادة احمد بهجتها بطريقتها الخاصة، فتقول: تعرف صديقاتي ما ينتظرهن أول ايام العيد عندي فلقد سئمت من حزن امي وجدتي على الماضي الجميل وقررت اننا ايضا نستحق عيدنا لذا فقد صنعت في غرفتي سينما خاصة لصديقاتي نجتمع طوال ايام العيد ونشاهد افلاما كوميدية ومغامرات وكارتون، والحقيقة ان امي تترك لي المنزل اول ايام العيد وتهرب من ضجيجنا الى صديقاتها، وكذلك ابي واخواني، اما نحن البنات فنعد طعامنا، ونتشارك الطعام والمناقشات، وحين ينتهي اليوم بكل ضجيجه ننتظر العيد القادم لنفعل مثل هذا عندي او عند صديقة او قريبة المهم ان نكون سعداء وهذا عيدنا. العيد قديماً أما الجد محمد فيقول: شباب هذه الايام لا يعرفون معنى العيد كما كنا نعرفه لا يفهمون معنى البهجة كما كنا نعيشها ومعظمهم في غرفته ومعه جواله نائم طوال النهار ومستيقظ طوال الليل تكاد الابتسامة لا تزور وجهه، أما نحن فقد كان العيد يعني كل الاشياء الجميلة زيارة الاهل واللبس الجديد والعيدية الجديدة، والطعام والجمعات والعرضات بالسيوف، أما شباب اليوم فلا يعرفون معنى العيد، فهم لديهم كل شيء فمن أين لهم أن يحسوا بقيمة الجديد وقيمة العيد. فرحة العيد تبدأ بعد صلاة العيد مهما تغيرت العادات سلام العيد صباحاً يعطي للعيد بهجته وقيمته رسم البهجة على وجوه الصغار أهم ملامح العيد بهجة الأطفال بالعيد لا ينبغي تأجيلها إلى حين اجتماع الكبار في المساء لا ينبغي تأجيل سلام العيد على الكبار إلى المساء اجتماع الأقارب والجيران على مائدة العيد صباحاً تلاشت