لمن لا يعرف معنى مصطلح «الترقيم» الذي سأتحدث عنه اليوم، فهو ظاهرة ليست بجديدة، متداولة بين شبابنا وشاباتنا، إذ يقوم الشاب على الأغلب برمي ورقة على الشابة تحتوي على رقم هاتفه. اذاً، فالترقيم هو اسم الفاعل من رقم. والفاعل لا يفعل الترقيم بهذه الطريقة فقط، بل قد يكتبه على شريط كاسيت ثم يناوله الفتاة، وقد يكتبه على ورقة مقواة كبيرة ويعرضها من خلال زجاج سيارته على سيارة الفتيات. ومع تطور التقنيات الاتصالاتية، صار بإمكان الشباب الترقيم من خلال الماسنجر والتشات والايميل، وهذه الوسائل المتطورة او حتى الوسائل التقليدية المذكورة سابقاً، لا يمكن مراقبتها أو السيطرة على معظمها، ولذلك فهي واحدة من أكثر الظواهر السلبية التي نعجز عن القضاء عليها، ونقف أمامها مكتوفي الأيدي، إلا اذا نحن تعاملنا مع تربية أبنائنا بصبر أكبر وبجهد أكثر وبتفانٍ صادق، وفتحنا معهم باستمرار حواراً لا ينتهي حول كل القضايا التي تشغلهم وتؤرقهم، وحول الجوانب التي تثير اهتماماتهم وتجلب سعادتهم. الوسيلة الأحدث اليوم للترقيم، هي القنوات الموسيقية الفضائية. فلقد اخترع عباقرة الترقيم طرقاً ذكية لعرض أرقام الجوالات على الشاشة عيني عينك، وذلك من خلال استبدال الأرقام بأحرف. وعلى الرغم من أن القائمين على هذه القنوات يعرفون أن ما يحدث على شاشاتهم هو ترقيم، إلا أنهم لا يحظرون عرضه. وكيف يفعلون ذلك، وهم بلا قيم ؟؟!! قيمتهم الوحيدة هي عرض أجساد النساء العارية على الشباب، وجلب أكبر قدر من أموال التراسل على قنواتهم. بالله عليكم ، أين ادارة عربسات ونايل سات من كل هذا العهر الأخلاقي لهذه القنوات؟!!