قادت ثلاثة عوامل مهمة أسعار النفط أمس الأربعاء إلى الهبوط بمقدار 1,3 دولار للبرميل على مستوى جميع أسعارالنفوط القياسية بالرغم من التوقعات التي أشارت إلى احتمال استمرار موجة الصعود التي بدأتها الأسعار منذ مطلع الأسبوع الماضي باتجاه رقم قياسي جديد، غير أن ارتفاع مخزونات الجازولين التي أفصحت عنها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوع الذي صدر مساء أمس بمقدار 2,3 مليون برميل لتصل إلى 214,8مليون برميل، وكذلك انخفاض واردات الصين من النفط بنسبة 6,9٪ جراء ارتفاع الأسعار لتصل إلى 83 مليون برميل، بالإضافة إلى تراجع الاستهلاك بسبب اعتدال الطقس في الولاياتالمتحدةالأمريكية واوروبا، أدت إلى هبوط أسعار النفط حيث انخفض سعر خام ناميكس القياسي تسليم مارس القادم إلى 65,70 دولاراً للبرميل، وانخفض خام برنت إلى 62,40 دولاراً للبرميل، وتراجع سعر الخام الخفيف في سوق لندن إلى 64,04 دولاراً. ومع أن هذه الأسعار لا يفصلها سوى 6 دولارات عن المستويات القياسية، إلا أن الأسواق قرأت الأوضاع السياسية القادمة بصورة شكلت لها رؤية بأن الإمدادات النفطية لن تتأثر في المنظور القريب، لا سيما بعد أن هدأت حدة الجدل الدائر بين الغرب وإيران على خلفية برنامجها النووي خاصة عندما جنحت إلى الاقتراحات الروسية وهو ما يعتقد بأنه ملامح مهمة لبداية انفراج الأزمة السياسية، بيدا أن الوضع الأمني في نيجيريا لا يزال محرجا وينبئ باستمرار تدهور أوضاع الشركات النفطية، فقد قامت شركة «أجيب» الايطالية بإجلاء موظفيها من بعض المواقع النيجيرية حرصا على حياتهم بعد أن تلقت تهديدات من بعض المليشيات، كما أن شركة شل طفقت تبحث عن النفط في مواقع أخرى من القارة الأفريقية بعد سئمت من عمليات التخريب لمنشآتها النفطية في نيجيريا. وتراقب الأسواق بعين حذرة جميع التطورات على الساحة السياسية الدولية لا سيما الملف الإيراني والوضع الأمني النيجيري والإمدادات الروسية التي يعتريها التقطع بسبب الخلافات السياسية، وبالرغم من هذا الارتفاع الذي تحقق في مخزونات الجازولين الأمريكية إلا أن المراقبين يعزون ذلك إلى ضعف السحب من المخزونات نتيجة إلى أن المصافي الأمريكية ما برحت تخضع لعمليات الصيانة حيث إنها تعمل بنسبة 86,2٪ من طاقتها وبذلك هبط إنتاجها بمقدار 14 ألف برميل يوميا ليصل إلى 14,7 مليون برميل يوميا، أما لو عملت بكامل طاقتها الإنتاجية لأدى ذلك إلى نقص بالمخزونات ولزاد الانخفاض الذي حدث في مخزونات النفط الخام والذي بلغ 2,3 مليون برميل. وظلت أسعار الغاز الطبيعي في وضع رديء حيث تراجعت بنسبة 3٪ لتصل إلى 8,45 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بسبب قلة الإقبال بالرغم من تراجع مخزونات الغاز ما بين 80 إلى 100 بليون قدم مكعب خلال الأسبوع الماضي، مما أثر على مؤشر أسهم شركات الغاز العالمية. وتأثر سعر سلة خامات الأوبك حيث تراجع قليلا بمقدار 39 سنتا ليستقر عند 51،60 دولاراً للبرميل بعد أن كان 90ر60 دولاراً للبرميل. أسعار المعادن النفيسة والنحاس واصلت تقدمها حيث سجل النحاس والزنك أرقاما قياسية حيث صعد النحاس إلى 4760 دولاراً للطن المتري بينما سجل الزنك 2275 دولاراً للطن. وارتفع سعر الذهب بمقدار5 دولارات ليصل إلى 561 دولاراً للأوقية، كما صعدت الفضة إلى 9,44 دولارات للأوقية، وارتفع البلاتين إلى 1061 دولاراً وزاد سعر البلاديوم إلى 280 دولاراً للأوقية.