في الحوار التلفزيوني الذي جمعني مع الأستاذ محمد العقلا، وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية المكلف لشؤون الضمان الاجتماعي، وصلتنا مداخلة من الأخت أم محمد من الطائف، ذكرت فيها أنها جامعية عاطلة عن العمل ولا معيل لها بعد الله من أحد. الأستاذ العقلا وجه لها بعض الأسئلة وتأكد أنها مستحقة، ثم طلب منها ترك رقم هاتفها لدى مخرج البرنامج لكي يتصل بها ويطلع على المزيد من المعلومات منها. ولقد نبهت الأستاذ العقلا بأننا سنتابع إعلامياً ماذا سيفعل لها. كان هذا في الجزء الأول من برنامجنا «دوائر» على قناة الإخبارية، وهو من إعداد وتقديم الزميل غنام المريخي. في الجزء الثاني، تم الاتصال بأم محمد وأخبرتنا أن الأستاذ العقلا اتصل بها واستكمل معلوماتها وضمّها للضمان الاجتماعي. ومن جهته أكد العقلا أنه لم يفعل ذلك بسبب ضغوطاتي عليه، وإنما لأنها فعلاً مستحقة. هنا أسأل أكثر من سؤال: لماذا أم محمد عاطلة عن العمل لعدة سنوات وهي خريجة جامعية؟!! لماذا لم يقر أعضاء مجلس الشورى مشروع ضم العاطلين عن العمل للضمان الاجتماعي إلى أن يجدوا فرصاً وظيفية؟!! هل بمقدور عجوز أميّة في قرية نائية أن تتابع قناة الاخبارية لتعرف إن كان بمقدورها الحصول على ضمان اجتماعي؟!! هل ثمة هاتف لدى عجوز مقعد في بيت لا يحميه من الشمس والبرد في أقصى الحدود الشمالية، ليتمكن من الاتصال على هاتف الضمان المجاني؟! بعض هذه الأسئلة نسألها لنظام الضمان الاجتماعي، الذي وإن هو يعيش تطويرات جديدة، إلا أنه بحاجة للوصول لألوف مؤلفة جداً من الناس، الذين يعيشون بلا ضمان، في بلد يرزح تحت خيرات لا حصر لها. والبعض الآخر من الأسئلة نسأله لبقية الجهات المسؤولة عن كل هذا الفقر في بلانا.