باتت الدروس الخصوصية تمثل عبئاً مالياً ارهق أولياء الأمور بمبالغه الطائلة التي تدفع ويصل مجموع بعضها إلى آلاف الريالات لأولياء أمور من محدودي الدخل لا يتعدى راتب الواحد منهم (3000) ريال كحد أعلى، إضافة إلى ما تمثله من تشكيل صورة خاطئة لدى بعض الطلاب الذين لم يكتفوا بالمواد العلمية الصعبة بل تعدى ذلك ليظل بظلاله على مواد اللغة العربية إذ صار من المعروف أن خمسين ريالاً هو ما يتم دفعه لأقل حصة للدرس في مادة علمية. وأكد عدد من الطلاب أنهم يحتاجون على أقل تقدير إلى عشر حصص، مما سيكون وراءه عبء مالي ثقيل إذ افترض أنه سيأخذ خمس مواد علمية يصل مجموعها إلى 2500 ريال وهي نصف راتب معلم جامعي خدمته أربع سنوات بينما يحصل عليه المعلم في خمس ساعات يجلسها مع طالب وهذا يتكرر كلما زاد العدد. إن سوق الدروس الخصوصية تمثل طفرة عالية ولا سيما لطلاب الصف الثالث الثانوي والذين اتخذوا من مواد (الرياضيات - الفيزياء - الكيمياء - اللغة الإنجليزية) أرضاً خصبة للدروس الخصوصية وفي النهاية الخاسر الوحيد هو ولي الأمر. هذه الدروس الخصوصية رفعت أصابع الاتهام بشدة تجاه المعلمين الذين يرون أنهم يقومون بعملهم بدافع الضمير والخوف من الله بكل أمانة وموضوعية إلا أن أولياء الأمور يرون أن المعلمين لم يخلصوا في تدريس أبنائهم من خلال تطبيقاتهم ومحدوديتهم في المنهج بعدم توسيع المدارك للطالب حتى يبحر في مادته العلمية كما فضلت فئة أخيرة القاء اللوم على وزارة التربية والتعليم من خلال زرع الخوف بين الطلاب بأسئلة من خارج المنهج فيقوم الطالب على سبيل الاستعداد بأخذ الدروس الخصوصية وعدم الاكتفاء بشرح المعلم داخل الفصل. «الرياض» من خلال استطلاع أجرته شمل طلاباً ومعلمين وخبراء تعليم ومن خلال استطلاع شمل طلاب الصف الثالث الثانوي من جهة وطلاب بقية المراحل من جهة أخرى اتضحت صورة الدروس الخصوصية والتي تقاسم فيها المعلم والطالب المسؤولية بينما الضحية الوحيدة في هذا الحديث هو ولي الأمر والذي يدفع دم قلبه من أجل ابنه وعبر رجال التربية والتعليم بقولهم إن مصيبة الدروس الخصوصية تعدت لتحرق بنارها الطلاب المتميزين الذين حصلوا على مجموع درجات عالية وقالوا إنها باتت موضة يحبذها الطلاب. يقول ولي أمر أن لديه ابناً يدرس في الصف الثالث الثانوي وآخر في الصف الأول الثانوي أدفع لهم وخلال الشهر الذي يسبق وتبدأ فيه الاختبارات مبالغ تصل إلى «2500» ريال على حصص يأخذونها في مواد علمية وأدبية وعندها أسأل نفسي سؤالاً ماذا يفعل المعلمون داخل صفوف الدراسة؟.. وأين نحن من الطلاب الأوائل؟ والذين لم يعرفوا هذه الدروس ومن المسؤول عن هذه المشكلة التي أطلت علينا وأرهقت كاهلنا وأصبحنا في حل من أمرنا إذ نصرف رواتبنا والتي لا تفي في الأصل باحتياجات الأسرة بوجود أطفال وطلاب مدارس فماذا نفعل؟. الطلاب من ناحيتهم لم يحددوا أهمية الدروس الخصوصية بل إنهم متباينين ما بين ان المعلمين والطلاب يختلف كل منهم عن الآخر، كما ان ليس كل المواد نقوم بأخذ دروس فيها إذ ربطوا بين المعلم وبين المادة وبين الطلاب وقالوا ان الطلاب الجيدين لا يحتاجون دائماً للدروس، وفي كل المواد بينما المواد ليست كلها تحتاج إلى الاهتمام فلذا نحن نقوم بهذه الدروس على حسب مستوياتنا التعليمية وحسب المعلمين المتميزين، فالمعلم عندما يدخل الصف يجد أن الطلاب يختلفون ما بين الممتاز والجيد والضعيف فمن الصعوبة بمكان أن يلم بهؤلاء في وقت واحد. وأوضح أحد الطلاب أن أكثر الدروس يقوم عليها معلمون وافدون فيستحصلون من النقود ما يزيد على الراتب الذي يأخذه من الوزارة. المعلم أحمد موسى يقول: المعلمون بدورهم أكدوا على أن هذا عملهم ويقومون بكل أمانة إلا ان الفروق الفردية تمثل عبئاً آخر فلا يستطيع المعلم الإلمام بهم كلهم. خبراء التعليم أيضاً أوضحوا ان الإدارة بمشرفيها تقوم على الاختبارات التجريبية والزيارات الميدانية والمسابقات كل ذلك من أجل التأكد مما يعمله المعلم مع طلابه، إلا أن الطلاب زيادة في العلم وحب التأكد من المادة يلجأون إلى الدروس الخصوصية. ومن ناحية أخرى تمنى الطلاب والمعلمون تفعيل دور مراكز الطلاب والتي باتت خاوية إذ أكد الطلاب انها عديمة الفائدة وأكبر دليل على ذلك انها لا تلاقي القبول كما تلاقي الدروس الخصوصية.