رفع مجلس الشورى في مستهل جلسته العادية الثامنة والخمسين التي عقدها أمس برئاسة معالي رئيس المجلس الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، كما نوه المجلس بنجاح موسم الحج لهذا العام (1426/1427ه) وأبان معالي الشيخ ابن حميد في بيان باسم مجلس الشورى تلاه في مستهل أعمال الجلسة فيما يلي نصه: «يسرني ان أرفع باسم مجلس الشورى إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام أطيب التهاني وأجمل الأماني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، سائلاً المولى - عز وجل - ان يعيد هذه المناسبة على بلادنا والأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات. ونسجل هنا باعتزاز الجهود الكبيرة التي بذلتها أجهزة الدولة خلال موسم حج هذا العام التي كان لها - بعد توفيق الله سبحانه - أكبر الأثر في التسهيل على حجاج بيت الله الحرام أداء نسكهم وتوفير الأجواء الآمنة لحجهم». وأعرب المجلس عن أسفه الشديد تجاه ما وقع في مكةالمكرمة من حادثين أليمين وقال معاليه: «وإن مجلس الشورى ليعرب عن ألمه العميق وحزنه الشديد لما وقع من حادث انهيار مبنى أحد الفنادق بمكةالمكرمة يوم الخميس 5/12/1426ه وما أسفر عنه من وفيات أو اصابات بين بعض الحجيج، مبتهلاً إلى الله سبحانه ان يتغمد المتوفين بالرحمة والمغفرة وان يسبغ على المصابين الشفاء العاجل. كما يعرب المجلس عن ألمه وحزنه الشديدين لما وقع من حادثة التدافع عند جسر الجمرات يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة وما أسفر عنه من وفيات أو اصابات، نتيجة تدافع هؤلاء الحجاج وافتراشهم الطرق والميادين في منطقة الجمرات وحملهم امتعتهم مما كان سبباً في اصابة أو وفاة العديد من الحجيج، وقد بذلت الأجهزة المعنية في الدولة بأعلى مستوياتها جهداً كبيراً في تنظيم مسير الحجيج وتأمين سلامتهم، سواء في ذلك الأجهزة الأمنية أو الأجهزة التنظيمية أو غيرها من الأجهزة المؤازرة، ويؤكد المجلس ان هذه الجهود كانت محل تقدير ضيوف الرحمن، وقد أشادوا بها، وابدوا اعجابهم بما يتحلى به أولئك العاملون في ميادين الحج من روح المسؤولية والاخلاص للرسالة. وأشاد مجلس الشورى بالدور الكبير الذي قامت به الأجهزة الحكومية تجاه هذين الحادثين الأليمين وأكد: «كما يشيد المجلس بالدور الذي قام به رجال الأمن والأجهزة الاسعافية والصحية في التعامل مع الحادث وتقليل آثاره وأضراره، معرباً عن تقديره لوسائل الإعلام التي تعاملت مع الحادث بتجرد وموضوعية ونقلت الصور والحقائق كما هي دون تشويه أو مغالطة، وأبانت الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لخدمة حجاج بيت الله العتيق، حيث شرفها الله عز وجل واختصها بخدمة الأماكن المقدسة وقاصديها، والدولة تتعامل مع هذه القضايا بما تمليه عليها مسؤولياتها، وبما يؤكد حرصها على خدمة ضيوف الرحمن وضمان سلامتهم وأدائهم لنسكهم بيسر وسهولة. ولا يسعنا أمام هذا القضاء والقدر إلا ان ندعو الباري سبحانه ان يشمل المتوفين برحمته ورضوانه وان يمن على المصابين بالشفاء، وأن يلهم ذوي المتوفين الصبر والسلوان. وتابع معاليه تلاوة البيان وقال «كما احيطكم ايها الاخوة بما قام به المجلس من توجيه الدعوة إلى عدد من المجالس البرلمانية العالمية لترشيح بعض اعضائها لأداء مناسك الحج لهذا العام 1426ه امتداداً لبرنامجه الذي بدأه عام 1423ه. وقد قدم للحج بناء على هذه الدعوة برلمانيون من الدول الآتية: 1- جمهورية الفلبين. 2- جمهورية بورندي. 3- جمهورية ساحل العاج. 4- جمهورية كينيا. 5- جمهورية الكاميرون. 6- المملكة المتحدة. 7- مملكة بلجيكا. وقد قامت رئاسة المراسم الملكية - بتوجيه كريم - باستضافتهم فيما تولت ادارة العلاقات العامة والإعلام بالمجلس أمر استقبالهم ومرافقتهم والاشراف على برنامج حركتهم. وقد قدم هؤلاء الضيوف شكرهم الجزيل لحكومة المملكة ولمجلس الشورى على هذه الدعوة والاستضافة مؤكدين انها ترسخ أواصر التعاون بين مجالسهم ومجلس الشورى فيما يخدم المصالح الثنائية بين المجالس والشعوب، ودعوا الله سبحانه ان يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان والرخاء. وأبان المجلس انه قدم تعازيه الحارة والصادقة لحكومة وشعب الكويت الشقيق في وفاة صاحب السمو الأمير جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت. «كما احيطكم علماً بأن المجلس بعث ببرقية عزاء ومواساة لصاحب السمو الشيخ سعد العبدالله الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة في وفاة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح، كما بعث المجلس برقية عزاء مماثلة لمعالي رئيس مجلس الأمة الأستاذ جاسم الخرافي في هذا المصاب الأليم. لقد تلقى المجلس نبأ وفاة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة بحزن وألم بالغين، فلقد كان للفقيد اسهامات كبيرة في تعزيز العلاقات العربية والإسلامية وخدمة القضايا الاقليمية والدولية العربية إلى جانب جهوده في بناء دولة الكويت الحديثة ورقيها، والمجلس وهو يستذكر مآثر الفقيد وانجازاته ليسأل المولى العلي القدير ان يسكنه فسيح جناته وان يلهم أسرته وشعبه الشقيق الصبر والسلوان وحسن العزاء. بعد ذلك انتقل المجلس للاستماع لوجهة نظر لجنة الشؤون المالية بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه مشروع نظام البنك السعودي للتسليف والادخار والتصويت على مواده. وأبان معالي الأمين العام للمجلس الدكتور صالح بن عبدالله المالك في تصريح صحافي عقب ختام أعمال الجلسة ان المجلس أقر مشروع نظام بنك التسليف والادخار وذلك بعد الاستماع لرد لجنة الشؤون المالية حيث قام رئيس اللجنة الأستاذ منصور عبدالغفار بالاجابة على مداخلات الأعضاء وآرائهم. كما أجل المجلس استكمال مناقشة التعديلات المقترحة على نظام المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني المقدم من لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي من أجل اعطاء النظام مزيداً من الدراسة. وأشار معالي الأمين العام ان المجلس شرع في مناقشة تعديل الفقرة ثالثاً من قرار مجلس الوزراء رقم (67) وتاريخ 11/4/1411ه) والمقدم من لجنة الأنظمة والادارة والعرائض حيث قام رئيس اللجنة الدكتور فهاد الحمد بتقديم المشروع، وقد أجل المجلس التصويت على هذا التعديل ريثما تتمكن اللجنة من دراسة مداخلات الأعضاء والرد عليها. كما ناقش المجلس وضع قاعدة عامة يعمل بموجبها عند تعدد الأحكام ذات العقوبات التعزيرية المقدم من لجنة الشؤون الإسلامية وحقوق الإنسان حيث قام نائب رئيس اللجنة الدكتور ابراهيم البراهيم بتقديم المشروع، وقد اتخذ المجلس قراره بالموافقة على التوصية الآتية: «يسند الاختصاص بالفصل فيما يثار من تداخل بين العقوبات التعزيرية المحكوم بها إلى اللجنة المنصوص عليها في المادة التاسعة والعشرين من نظام القضاء، وبذلك تعديل المادة المذكورة بإضافة هذا الاختصاص إلى اللجنة». ثم انتقل المجلس بعد ذلك لمناقشة مشروع نظام مزايا وحصانات المنظمات الدولية التي تتخذ من المملكة مقراً لها والمقدم من لجنة الشؤون الخارجية حيث قام عضو اللجنة الدكتور محمد الحلوة بتلاوة التقرير، وقد أجل المجلس مواصلة مناقشة المشروع لجلسة قادمة بإذن الله.