كل عام وأنتم بخير .. انتهت إجازة عيد الأضحى المبارك .. وغداً تستعيد الحياة تفاصيلها المعتادة. لكن نكهة هذا العيد غريبة .. لن تنسى أبداً ! فرغم كل الاستعدادات الجبارة لاستقبال موسم حج آمن، تأتي المقادير بمفاجآت تنتقص من نجاح المساعي .. وتكدّر الخواطر! في بدايتها كان سقوط العمارة، أو فندق «لؤلؤة الخير» في مكة والذي راح ضحيته ما يقارب 80 حاجاً من جنسيات مختلفة . ثم أتى حادث التدافع على جسر الجمرات ليقضي على 362 من الحجاج المحرمين الملبين .. ندعو الله أن يتقبلهم شهداء، يحشرهم ملبين، ويسكنهم فسيح جناته . واتسعت دائرة مشاعر الحزن والكمد حين مات أمير الكويت جابر الأحمد الصباح يرحمه الله، وذلك بعد أيام قليلة من وفاة حاكم دبي نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء مكتوم بن راشد آل مكتوم يرحمه الله .. وما بين الوفاتين كانت وفاة نجل ملك البحرين في حادث سير ! لذلك كان لهذا العيد نكهة الدمع .. المالحة . نسأل الله الرحمة والغفران لجميع موتى المسلمين .. ونسأله سبحانه أن يعين الحكام الجدد، ويجعل بهم العوض، ويوفقهم ليكون كل منهم خير سلف لخير خلف. وربما فسحة الأمل التي بزغت من بين هذه الغيوم تتجلى بالتطورات الكبيرة التي تشهد ثاني أكبر توسعة في الحرم بدأتها الدولة فوراً في موقع الجمرات، حيث يتم الآن هدم جسر الجمرات الحالي تمهيداً لبناء جسر جديد، على مراحل، بتكلفة أربعة مليارات ريال سيوفر 11 مدخلاً للجمرات و12 مخرجاً وفي الاتجاهات الأربعة، مما سينظم عملية رمي الجمرات بشكل آمن مما هو عليه الآن . وهذا ما سيساعد على إخراس الألسنة التي تتخذ من مثل هذه الحوادث فرصة سانحة للنيل من جهود الدولة في تنظيم الحج ورعاية الحجيج .. يركّزون على حوادث طارئة، متناسين كل النجاحات الهائلة في احتواء أكثر من مليوني حاج ! اللهم أعن دولتنا الرشيدة على خدمة الإسلام والمسلمين، ورد كيد أعدائها إلى نحورهم، وأشغلهم بأنفسهم . وكل عام وعيدكم أكثر فرحاً وأمناً وتفاؤلاً . [email protected]