قال صاحبي: وماذا استوقفك وقد أديت الحج في هذا العام. قلت: ياصاحبي ما أكثر المواقف ولكن أعرض لمشهد رأيته ومكان زرته وجهاز من الأجهزة المشاركة في الحج استوقفني نشاطه فالصورة الخارجية عن ذاك الجهاز انه مكان أمن وفتوة وميدان استعداد وإمداد وأن شرايينه قاسية وعضلاته خشنة وما كنت أحسب أن ذاك الجهاز يرعى الثقافة والفكر ويهتم بالغذاء الروحي كاهتمامه بالبناء الجسدي. ياصاحبي، حين تقترب من ذاك الجهاز تشعر أنك قريب من جامعة أو مركز علمي ارشادات علمية كتبت وازدانت بها اسواره وعلماء أفاضل وضعت لهم غرف صغيرة مطلة على الطريق العام يجلسون للمارة يجيبونهم على أسئلتهم ويهدونهم ويرشدونهم لأمور حجهم وأكشاك توزع كتيبات وفتاوى ونشرات تهدي الحائر وتوضح سماحة الإسلام ويسره وحين تدلف إلى الداخل تلقى مسابقات ثقافية وعلمية للحجاج تربطهم بقراءة هذا الكتاب وذاك وتجد خيمة لمكافحة التدخين ومسجداً تحول إلى مركز علمي يلقي فيه بعد كل صلاة خمسة دروس يومية ويقدم فيه حوار علمي وأجوبة على أسئلة الحضور وتشعر وأنت بداخل المسجد بالطمأنينة والسكينة وبالفراغ والهدوء وبالتذلل والترجي فلا شواغل ولا عمل وإنما عبادة وعلم وثقافة ومعرفة. يشهد الحجاج هناك منافع لهم فقد تعلموا ووجدوا العلم والمعرفة واستمعوا لشيوخ أفاضل وعلماء مشهود بكفاءتهم العلمية، لقد وجدنا في ذاك الجهاز الإرشاد والتوجيه والتعليم والتثقيف فشيخ يتحدث عن الأمانة والصدق وصلة الأرحام وآخر عن السلوك والتعامل مع الآخرين وليس في شؤون الحج فقط بل في أمور شتى فأذكر انه في اليوم الثاني عشر وبعد صلاة العصر استوقفني سؤال عن المساهمات في الشركات التي تطرح للاكتتاب وكيف أجاب فضيلة الشيخ عبدالله المطلق فقد دعا ثلاثة للوقوف أمامه يمثل الجواب ويقربه للافهام حيث قال هذا لديه مليون ورابى بمائة الف وثالث لديه مليون ورشا بمائة ألف وثالث لديه مليون وصرف مائة ألف على اللهو والطرب فهل المبلغ المتبقي عند كل واحد منهم حرام وقال الشيخ ان تلك الشركات اذا خالفت في جزئية فليس أمورها حرام وليس تعاملها حرام فلا تتشددوا وسؤال آخر عن الرمي وأوقاته، وكيف كانت السماحة والتيسير في أجوبتهم حول ذلك فيذكرون أقوال المذاهب الفقهية هديا بقوله صلى الله عليه وسلم أفعل ولا حرج بل استوقفني حاج جاء لفضيلة الشيخ صالح اللحيدان وقد هم بركوب سيارته بعد أن ألقى درسه في ذاك المركز العلمي وقال إن لدى والدته بعض الإسئلة وترغب في طرحها على الشيخ مباشرة فما كان من الشيخ صالح أجزل الله له الأجر الا ان نزل من السيارة إكراما وتقديرا لتلك المرأة وذهب اليها واقترب منها وصارت تسأله وهو يجيب ثم تسأله ويجيب ترفقاً ولطفاً وأدباً وعلماً وثقافة ومعرفة لجميع من كانوا في ذلك المحفل من الرجال والنساء هذا وعلمت أن للمرأة حظها من الرعاية والاهتمام فلدى النساء عدد من الداعيات والكثير من البرامج الثقافية والعلمية المماثلة للرجال. الا بورك في الرجال القائمين على تلك النشاطات وأجزل الله لهم الأجر وبعد فإن ذاك المكان ليس مؤسسة علمية ولكنه جهاز أمني إنه جهاز الحرس الوطني بارك الله في القائمين عليه وأجزل الله لهم الأجر. ٭ عضو مجلس الشورى