أسندت ظهري إلى وسادة سريري... قبلتني أمي ومسحت بكفها الحاني على رأسي... أطفأت إضاءة غرفتي وأغلقت الباب... خرجت أمي لتتركني أنام لا لتتركني أتجرع الهم وأدفعه بكوب من الصبر. لم تعلم بأنها تركتني للدموع ففي نفسي الكثير.. حبست الحزن في صدري فيكفي أمي تأوهي الذي أقض مضجعها وشغل بالها فكيف بها إذا علمت بأن هذا التأوه دموع بلا انقطاع ودوي بلا صمت. ضممت غطائي إلى صدري، همست له برحيل صديقتي الذي حرمني النوم، همست له بسفر طال بلا عودة والعجب في هذا السفر أنه في مكان بعيد قريب مني فلا يفصل بيني وبينها سوى عدة أمتار من التراب. كانت بالأمس معي فوقه وأنا الآن أمشي عليه وحدي وهي تسكن تحته دوني وصفت لي إحدى الأخوات دواء الصبر وضماد الاحتساب لشفاء جرح غائر في قلبي ولكنه مهما شفي وطال شفاؤه فآثاره لن تندمل ولن تزول إلا أن يشاء ربي فالقلب يحزن والعين تدمع فما أحوجنا إلى ابتسامة توهم من تحب بالسرور وترياقاً يوهمنا بالشفاء.