المدرس هو الوجه الثاني لعملة واحدة وهي التنشئة الاجتماعية هذا الدور لا يجعل مكانة المدرس عالية عند الكبار، وانما كذلك عند الاطفال يكون له علو لقدره ومصداقية لقوله، فنلاحظ مثلاً رفض الطفل أي معلومة تخالف قول المدرس وإن كان من الوالدين، ويتعدى اثر المدرس الى تقمص وتقليد شخصيته، والى حب المادة وبالتالي نتائج تحصيله.. والعكس صحيح. فكم سمعنا وقرأنا عن الكثير من الاطفال الذين كان سبب تراجع مستواهم الاكاديمي او انقطاعهم عن المدرسة والدراسة هو المدرس ومعاملته... هذا يؤكد ان المدرس هو الدافع لرفع او قطع طريقة الاكاديمي.. ولأهمية موقف المدرس في نجاح او رسوب الطالب، لابد ان تكون هناك اختبارات نفسية تتم قبل الحاق المدرس بهذه المهمة التعليمية. وقد يستغرب البعض لماذا تكون اختبارات نفسية للمدرسين والمدرسات دون باقي الوظائف؟! ولإجابة هذا السؤال أوضح. أولاً: بعض الميزات التي يتقاضاها المدرس تجعل هذه الوظيفة مطمعاً لكل خريج. فمن الناحية الترفيهية او الوقت الفائض الذي يناله المدرس من خلال عدد ساعات الدوام لليوم الدراسي اضافة الى فترة الاجازات الصيفية او الفصلية السنوية هذا جانب، والجانب الآخر من الناحية المادية الراتب الذي يتقاضاه المدرس مقابل عدد ساعات العمل يعتبر غنيمة لكل من يجري وراء الماديات. واخيراً الجانب الاجتماعي المنبثق من المكانة الاجتماعية التي يحصل عليها المدرس. جميع الجوانب السابقة الذكر لا تجعل خريج الجامعة والكليات يرغب او يفضل العمل بالقطاع التعليمي، بل يركض برجليه وواسطاته للحصول على هذه الميزات.. عفواً للالتحاق بهذا القطاع. هذا الاقبال أو الالتحاق للأغلبية جعل هناك خلط بين من له دوافع حقيقية منبثقة من عمق ورغبة نفسية صادقة وبين الذين ينظرون لمهمة التدريس للميزات. هذا الخلط جعل هناك تدن وتقليل لأهمية المدرس ومقداره مقارنة بما كانت عليه سابقاً. مما يغمط حق المدرسين المتفانين بخدمة التدريس والعلم. لذا فإن الاختبارات النفسية تعيد وتعلي قدر المدرس فلا يكون هناك خلط بين الرغبة والمطمعة. كما انها تكشف لنا عن المدرسين المرضى نفسياً او المضطربين نفسياً والذين يتلذذون بتعذيب من هم اقل منهم سناً او من هم تحت وطأة أيديهم كالأطفال فما يسمع من انواع التعذيب سواء كان بالضرب باليد او الخشب، او باللفظ يدل على أن المعتدي غير سليم ولديه خلل نفسي او عقلي يدفعه لهذه التصرفات. فنتائج الاختبارات تكشف لنا هذه الفئة.. كما انه يفترض أن تكون هناك دورات تدريبية او تثقيفية للراغبين بتدريس الأطفال في كيفية التعامل معهم، وحاجات الطفل النفسية والجسدية والعقلية. كما ان تكليف المدرسين ببحوث وإن كانت سنوية تجعل هناك معرفة مستجدة بحاجات الطالب وآخر ما توصل اليه العلم فيما يخدمه وفي هذا التفتح نافذة للاطلاع على مستجدات الأمور التعليمية فيدخل شعاع الشمس على المدارس.