صدر عن مؤسسة الرسالة كتاب جديد للاستاذ الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك، تحت عنوان «الوأد عند العرب بين الوهم والحقيقة» يتناول فيه الأسباب التي أدت إلى قتل الفتيات صغيرات عند الجاهليين من العرب، ويبحث من خلال هذه الدراسة عن سر اختيار أولئك لطريقة القتل من خلال عملية الدفن ثم لماذا يصار إلى هذا الجرم وهن أحياء؟ بمعنى لماذا لم يختر لهن طريقة غير الدفن؟ وكانت تلك الأسئلة في سجل الكتاب تبدو ذات حضور فاعل على اعتبار أن قضية الوأد هي في الواقع قضية تم التسليم بها، لكن المثير في الموضوع وفي حنايا هذا الكتاب هو تشكيك المؤلف في حقيقة الوأد ونفي حدوثه من خلال ما جاء في بعض الروايات التي اثبتت عكس ذلك، وقد تحدث في أحد عشر موضوعاً ما يثبت عدم تحقق قضية الوأد مع التفاته إلى حقيقة الوأد الموجودة والمذكورة في القرآن الكريم، ومتحدثاً عن الوأد في الخيال الشعبي، وموقف الإسلام من انجاب البنات. القضية المثيرة للجدل لا يكفي أن تحظى من الكاتب والمفكر المتميز بكتاب بل بطرحها كقضية قابلة للنقاش والجدل والحوار من أجل إثبات هذه الحقيقة أو نفيها وكشف اللثام عن أسرارها، ومع أن الدكتور ابن تنباك لم يكن يبحث عن الشهرة والاثارة بمخالفة المعروف أو الثورة على السائد وانما بناه على ما وجده من روايات تشكك في تلك القضية، وتبني أسراراً جديدة تحول دون التسليم بالوأد قبل الإسلام، فهل تكشف الأيام عن حقيقة ناصعة وعن روايات تخالف هذه الروايات، يقيني أن هذه القضية لا يمكن الحكم بها من خلال كتاب واحد أو روايات أثبتتها كتب التاريخ.