رغم هول الفاجعة وضحاياها فإن حادثة جسر الجمرات لم تظهر تأثيراتها على الحجيج بكافة جنسياتهم ومستوياتهم لادراكهم ان ما حدث قضاء وقدر وان ما وفرته حكومة المملكة من خدمات من الصعب على الكثير من الدول توفيره لخدمة أكثر من مليوني نسمة في فترة زمنية محددة وموقع واحد. انطباعات الحجاج عما حدث سجلتها «الرياض» كلمة وصورة خلال لقائها بعدد من ضيوف الرحمن الذين أدوا فريضة الحج هذا العام وعادوا إلى مكةالمكرمة لممارسة حياتهم الطبيعية استعداداً لمغادرتها إلى المدينةالمنورة أو جدة. بداية يقول الحاج مصطفى حسين المفتي من مدينة اسطنبول ان موسم حج هذا العام وان عكره حادث جسر الجمرات المؤلم الذي أودى بحياة عدد من الحجاج إلا انه كان موسم حج ناجحا بكل المقاييس ومن الصعب أن نطالب حكومة المملكة بتوفير السلامة للحجاج ان كان هناك حجاج لا يلتزمون باشتراطات السلامة خاصة الحجاج الذين يتجمعون بالطرق المؤدية للجمرات أو أولئك الذين يقيمون تحت الجسر. ويعتبر الحاج مصطفى ان من الواجب على هؤلاء الحجاج المفترشين ان يقتدوا بأسس الإسلام وان يبتعدوا عن هذه المناطق لأن بقاءهم بهذه الطرق إضرار بالآخرين والإسلام ينهي عن الإضرار بالآخرين. ويتفق الحاج صبري أوغلو منتج تلفزيوني فيما أشار إليه زميله مصطفى مطالباً بوضع حد لتصرفات المفترشين والعمل على إزالتهم حتى لو أدى ذلك لاستخدام القوة معهم. ويقول أغلو: ان الحج إلى بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا وهؤلاء المفترشون غير مستطيعين لأداء الفريضة مادياً ولو كانوا قادرين لما رأيناهم يفترشون الطرقات بهذا الأسلوب الذي لا يعبر عن قدرتهم على الحج أو حتى قدرتهم على المحافظة على الآخرين. وان كان هؤلاء الحجاج وغيرهم قد عبروا بصدق عما يكنونه من تقدير لحكومة المملكة على جهودها في خدمة ضيوف الرحمن. فإن تنقلاتهم بين شوارع مكةالمكرمة لشراء الهدايا تأكيد على انهم يمارسون حياتهم الطبيعية بشكل جيد وأمان. وداخل المحلات التجارية سواء الدائمة منها أو المؤقتة بمكةالمكرمة يبدو حجاج بيت الله الحرام في استقرار نفسي أفضل يؤكد على ان ما حدث بجسر الجمرات لن يؤثر على أمانهم لاكمال فريضتهم ومغادرة البقاع الطاهرة محملين بأجمل الذكريات.