اشرت أمس الى أن الذين هنأوا جريدة «الرياض» بفوزها بجائزة معهد «داتا ماتكس» لم يمثلوا شريحة واحدة، بل شرائح متنوعة، بدأت بالوزراء من الأسرة الحاكمة ومن خارجها، وانتهت بشخصيات مهمشة لا يعرفها أحد. وإذا سألنا أنفسنا: لماذا كل هذا السيل المنهمر غير المنقطع من المهنئين؟! فإن الجواب لن يكون، كما يتداوله البعض، بأنه مجرد نفاق صحفي وتسابق لإظهار الصور الملونة على الصفحة الأولى او الصفحات الداخلية. انه أعمق من ذلك. هذا إذا أردنا أن نقرأ هذا الحدث، قراءة موضوعية، خارج إطار المفاهيم التي يتبناها أعداء النجاح. انا من كتّاب جريدة «الرياض» انضممت لها بدعوة من رئيس تحريرها، الزميل تركي السديري، عام 93م. ومنذ ذلك العام وحتى اليوم، لم يُطلب مني أن أكتب عن أحد،أو ألا أكتب عن أحد . لم أوبخ يوماً لأنني أفرطت في مهاجمة وزير، او لأنني بالغت في انتقاد وزارة. تم إيقافي عن الكتابة صحيح. لكن من انشغل بإعادتي للكتابة، هو رئيس التحرير، الذي يفترض أن يبحث عن راحته مني ومن امثالي من الكتاب. أنا من كتاب جريدة «الرياض» التي لا تخلو من بعض الأخطاء المهنية او الإدارية او الاستراتيجية، لكنني وبرغم الجرح الكبير في شهادتي، لا أستغرب كل هذا البوح العاطفي الذي سجله كل هؤلاء الرجال وكل هؤلاء النساء، تعبيراً عن احترامهم لها، لأنها برأيي المتواضع نجحت في أن تكون الجريدة الأولى لمحبيها، والجريدة الثانية لكارهيها. وهو ما لم تحققه سوى جريدة «الرياض» الرائدة في فتح الملفات الساخنة بكل جرأة، وإلا لما استحملتني 13 سنة!!.