انهمك رجال الأعمال في التعامل مع لغة الأرقام وأدب المصارف واحتفظوا بالثقافة كلوحات جميلة تزين جدران غرف الجلوس، لكن ذلك يتم على مستوى محدود، بعد أن أثبت الأستاذ محمد بن أحمد الذييب أن رجال الأعمال يشرقون ويغربون في آداب المعاملات لكنهم يحتفظون بنتاج مميز من مقروءاتهم ومعايشاتهم وأدبياتهم التي يتنافسون بها حيناً ويدونونها في أسفارهم أحايين كثيرة، لقد جمع أ. الذييب في كتابه: «منهل رجال الأعمال» نماذج معبرة من الأقوال والأمثال التي برزت له بشكل مؤثر في مسيرة عمله وتجاربه الحياتية، لكن ذلك لا يمكن أن يكون رصداً خاصاً، فالمتمعن في هذه الآثار يجد أن المختارات والمنتوجات أسهمن في الإعلان عن السر الوثيق بين المؤلف وأسرار الكلمة، وبين عاطفته وتلك الجمل الشاعرية الساحرية، وبين ذاكرته وتلك العبارات الموحية، وبين ذكاء المال والقدرة على اختزال التجارب واستثمار القيم المعرفية، الكتاب في صفحاته المتعددة يحمل سطوراً انتخبت بفراسة وانتقيت بعناية وعبرت في النهاية عن أدبية المؤلف وإنسانية التاجر. ومع أن أ. محمد الذييب درس الأدب الانجليزي في سورية فقد أراد أن يرصد مثل هذه الأقوال لينقل صورة من التعاملات بين العملاء والمستثمرين، وذلك للاطلاع على نماذج من النتائج التي تؤول إليها مثل تلك العلاقة، ومع أن المؤلف شغوف بالقراءة والاطلاع إلا أن إخراجه لهذا السفر الجامع كان من ورائه إمداد زملاء المهنة والممتهنين للتجارة والاستثمار بمثل هذه الرؤى وهذه المنتخبات المؤثرة.