توصلت السلطات المغربية بداية هذه السنة بمذكرات بحث دولية جديدة تخص مغاربة يقيمون في عدد من الدول الأوروبية اشتبه في علاقتهم بشبكات إرهاب عالمية. وبحسب مصادر أمنية فإن المغاربة المبحوث عنهم يشتبه في تورطهم في ملفات مرتبطة بالإرهاب كأحداث الدارالبيضاء وتفجيرات قطارات مدريد والضربة الشهيرة بتاريخ 11 سبتمبر بنيويورك والعلاقة مع القاعدة والتسلل إلى العراق لقتال القوات الأمريكية. وقالت مصادر عليمة إن سلطات دول فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا وكذا الشرطة الدولية «الانتربول» دخلت في تنسيق مع السلطات المغربية من اجل جمع اكبر قدر ممكن من المعطيات قصد الإسراع بإلقاء القبض على المشتبه فيهم الذين وصفت مصادر أمنية بعضهم ب«الخطيرين». ويذكر أن اتفاقيات تعاون كانت أبرمت بين السلطات المغربية وسلطات تلك الدول الأوربية في إطار مكافحة الإرهاب همت التنسيق الأمني والتعاون القضائي وتبادل المعلومات والخبرات. إلى ذلك تتواصل التحقيقات مع مجموعة من المشتبه في صلاتهم بالإرهاب كانوا يقيمون في دول أوروبية، ويتعلق الأمر بمشتبه فيهم كانت رحلتهم سلطات فرنسا وإيطاليا أبرزهم إمامان وشخصان آخران كانت ذكرت أسماؤهم في التحقيقات مع خلية «أمير الدم» التي اتهمت بالوقوف وراء العديد من الاغتيالات التي شكلت لغزا محيرا للسلطات منذ سنة 2002. وكانت السلطات الإيطالية رحلت مغاربة مقيمين هنالك تحت حراسة أمنية مشددة إلى المغرب حيث سلمتهم لنظيرتها المغربية في مطار الدارالبيضاء. ومن بين المشتبه فيهم إمام يدعى بوشتة رحل بتهمة التعاطف مع منظمات إرهابية. ويتهم الإمام المذكور السلطات الإيطالية بخرق قواعد الديمقراطية التي ينص عليها الدستور الإيطالي موضحا أنه أوكل محامين إيطاليين للدفاع عنه في هذا الموضوع. واتهم بوشتى الذي كان كثير الظهور في الإعلام الإيطالي وزير داخلية هذا البلد بالغدر به، وأشار إلى أن الأخير سبق أن أثنى على مجهوده ومشاركته في مظاهرة كبيرة نظمت بروما أبريل الماضي وتقدمها المهاجرون العرب بإيطاليا نددت باحتجاز الرهائن الأجانب بالعراق، وقال «كيف يمكن أن يرسل إلي مبعوثا خاصا ليهنئني على ذلك ثم بعدها يأمر بترحيلي وحتى دون الرجوع إلى القضاء». ويذكر أن قانون مكافحة الإرهاب الإيطالي الذي تمت المصادقة عليه يوليو الماضي فقط يخول للسلطات الأمنية إمكانية ترحيل كل من تشتبه في تشكيله خطرا على الأمن والنظام العام الداخليين دون الرجوع إلى السلطات القضائية. وكان هذا القانون المثير للجدل عرف معارضة شديدة قبل خروجه إلى حيز الوجود من طرف العديد من الفعاليات السياسية والحقوقية والثقافية بإيطاليا. وبحسب السلطات الإيطالية فإن طرد الإمام بوشتى يرجع إلى إبدائه في اكثر من مناسبة تعاطفا مع المنظمات الإرهابية كما اتهمته بتأييد تفجيرات لندن. وتقول السلطات الإيطالية إن الإمام بوشتى سبق أن زار العراق ضمن وفد إيطالي قبيل شن الهجوم عليه من طرف قوات التحالف وتم استقباله من طرف صدام حسين كما التقى وزراء عراقيين آخرين من بينهم طارق عزيز.