يعد مركز القيادة والسيطرة من الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج حيث تسخر كامل امكاناتها البشرية والالية لخدمة ضيوف الرحمن وذلك من خلال تسهيل امور حجهم وتيسير اداء ركنهم و يحظى هذا القطاع بالمتابعة والدعم والرعاية من سمو وزير الداخلية وسمو نائبه لاسيما ان المركز يسعى الى خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم. «الرياض» التقت باللواء عبد العزيز بن محمد بن سعيد قائد مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج فإلى تفاصيل الحوار: ٭ نود في البداية أن نتعرف على بداية عمل المركز وفكرته...؟ - مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج بدأ بدايات متواضعة قبل (39) عاماً تقريباً يعتمد في ادائه على الاتصالات السلكية واللاسلكية وبعض التجهيزات الفنية اليدوية وكان الهدف من إنشائه هو تنسيق الجهود ومتابعة الأداء الميداني بالاستماع فقط والتوجيه وتمرير المعلومات وكان يسمى غرفة عمليات الأمن العام في ذلك الحين. ٭ نود التعرف على مراحل تطور المركز؟ - استحدث المركز بمسمى غرفة العمليات وقد مر بثلاث مراحل تطويرية عايشتها وساهمت فيها مع بقية الزملاء فقد أدخل نظام المراقبة التلفزيونية بعد تأسيسه بثلاثة أعوام وهذه كانت مرحلة التطوير الأولى ثم أعيد تأهيل موقع المركز وإعادة تصميمه وتم إدخال بعض التجهيزات الفنية المتطورة في ذلك الحين واستمر العمل إلى عام 1416ه التي هدم فيها مبنى الأمن العام السابق والكائن شمال مسجد الخيف وتم نقل المركز بعد إنشاء مبنى خاص به وكونت شبكة المراقبة التلفزيونية وأدخل نظام المراقبة التلفزيونية بالطائرات العمودية واستخدمت أجهزة الحاسوب بصورة برامج تخدم الأهداف الأمنية والتطوير والتحديث مستمر عاماً بعد عام وما يجده المركز من عنايه واهتمام من ولاة الأمر حفظهم الله حقق له الشيء الكثير من التطوير والتحديث. ٭ قضيتم فترة من الزمن وانتم تعملون قائداً للمركز نود أن تعرف على قصص وتجارب مع هذا المركز ...؟ - كانت بدايات حياتي العملية بعد أن عملت بالميدان لعدة سنوات العمل في هذا المركز فقد عملت فيه ضابطا ضمن المناوبات وتنقلت بين أقسامه وأمضيت إلى هذا العام (32) عاماً ولله الحمد وقد تدرجت إلى أن استلمت قيادته منذ حوالي (9) أعوام وقد تعلمنا من الحج الكثير ولازلت أرى أنني في كل عام أتعلم الجديد فمدرسة الحج متجددة ومفاجآت الحج لا تتنبأ بوقوعها ولكن الخبرة في هذا المجال أكسبتنا الكثير أما المواقف وقصصها فهي كثيرة وكثيره جداً وقد يكون من أهمها حريق 1395ه الذي لازلت أذكر تفاصيله ومناظره المؤلمة وما حل بنا في ذلك اليوم ومن عاش مراحل الحج يلاحظ الفرق الشاسع بين الماضي والحاضر فقد أصبحت منى ولله الحمد مدينة عصرية متكاملة متوفرة فيها سبل الحياة بأفضل صورها في مثل هذه التجمعات. ٭ ما هي الآليات التي يتم بناء عليها اختيار الرجال العاملين في المركز...؟ - الآلية التي يبني عليها اختيار عناصر التشغيل بالمركز هي الفطنة وتوفر الحس الأمني وحسن الإلقاء والقدرة على المتابعة ويختار العاملون من المشهود لهم بالتفوق في الأداء. (120 ضابطا) ٭ كم عدد العاملين من الضباط والأفراد...؟ - يتم اختيار العاملين به من جميع أفرع الأمن العام ويشاركهم عدد من زملائهم العسكريين كضباط اتصال ممثلين لقطاعاتهم ويساندهم أيضاً مندوبين لتمثيل المصالح والوزارات المشاركة في مهمة الحج لسهولة التنسيق وتمرير المعلومات وإستقبالها ويبلغ عدد الضباط العاملين بالمركز (120) ضابطاً وعدد الأفراد (77) فردا وعدد الموظفين (35) موظفاً يعملون بنظام المناوبات على مدار الساعة. (664 مكبر صوت) ٭ يحتوي المركز على عدد كبير من التجهيزات والكاميرات نود أن نتعرف على عددها وماهي الأعمال التي تقوم بها...؟ - يؤدي المركز مهمته من خلال شبكة عملاقة للمراقبة التلفزيونية تضم (1140) كاميرة بين ثابته ومتحركه ليلاً ونهاراً وتشمل الحرم المكي وجسر الجمرات ومكةالمكرمة والمشاعر المقدسة (منى - عرفات - مزدلفة) والخطوط الرابطة بينهما.. إضافةً إلى وجود عدد (664) مكبر صوت على جسر الجمرات وشبكة حاسوبية تعمل من خلال أنظمة مصممة لتحقيق متطلبات التشغيل.. أما الأعمال التي تؤديها هذه الشبكات فهي المتابعة والرصد والتوثيق وعلى ضوء ما يلاحظ يجري التعامل مع المواقف. ٭ ذكرتم العام الماضي أن هناك إضافة كاميرات على سفاح جبال منى لمراقبة تحركات الحجاج. هل تم تركيبها هذا العام وأين مواقعها...؟ - نعم هناك نقله نوعيه جديده تعتبر مكملة لجاهزية المركز إلا أنه لظروف خارجه عن إرادتنا تأخرت الشركات المكلفة بتوريد هذه التجهيزات في الوقت المحدد واتفق أن يبدأ العمل هذا العام بعد الحج مباشرةً وهذا التجديد يشمل عدد (6) كاميرات قيادية على سفوح الجبال تم تجهيز مواقعها هذا العام ولم يبق سوى تركيب الكميرات واختيرت مواقعها بعنايه لتحقيق شمولية التغطية وأيضاً إضافة عدد من الكاميرات للمحاور الرئيسية في مكةالمكرمة والمشاعر غير المغطاة وتطوير صالة التشغيل الرئيسي. وتحديث برامج الحاسب الآلي وشبكته.. وفي هذا العام استحدث إدخال نظام (GPS) لتحديد وتتبع المركبات الأمنية وتحديد مواقعها وتم أيضاً إدخال نظام الخرائط الرقمية وهذه البرامج ستساهم بإذن الله في تطوير الأداء وسيكون بإذن الله العام القادم عاماً حافلاً بمستجدات التقنية وتطوير شبكات المراقبة. ٭ هناك مشروع لمراقبة تحركات السيارات داخل المشاعر بواسطة شفرات.. هل دخلت الخدمة في هذا العام...؟ - نعم وهو نظام ال (GPS) وقد تم تشغيله منذ بدء مهمة مؤتمر القمة الاستثنائي الإسلامي الذي شارك المركز في مهمته وفي مهمة حج هذا العام. ٭ إذن ما هي المشروعات الجديدة في المركز...؟ - المركز يحظى بعناية خاصة من سمو سيدي وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده للشئون الأمنية الذين لا يألون جهداً في دعمه وتطويره ويحظى بعناية خاصة من سمو سيدي الأمير محمد بن نايف الذي يتابع أداءه على مدار أيام المهمة ويعيش معنا ساعات طويله متابعاً لشاشات المراقبة التلفزيونية للاطمئنان على سير خطط الحج وهذا الاهتمام الذي نجده من ولاة الأمر ساهم في تحقيق التطوير. ٭ كيف تتعاملون في المركز مع رجال الأمن في الميدان عند وقوع الحوادث لا سمح الله...؟ - نتعامل مع الزملاء بالميدان بصورة تحقق معرفة معاناتهم والمساهمة في حلها وعندما ترصد أي ملاحظة نسعى إلى تمريرها بصورة فورية لمعالجتها ومتابعتها حتى النهاية فتعاملنا تنسيقياً لاستكمال أدوارهم والمركز هو للجميع سواء العسكريين أو المدنيين والحجاج فالكل محل اهتمامنا بالمركز ونسعى إلى تحقيق تطلعاته ونجد من الجميع التفهم الكامل لدورنا وهذا يدفعنا إلى التفاني في تقديم الخدمة بأرقى صورها. (خدمة الخرائط) ٭ هناك خدمة المراقبة عبر الخرائط الرقمية ما هو دورها وهل ستساعد رجال الأمن في الميدان...؟ - نعم هذا النظام يحدد الواقع والإحداثيات على الخرائط لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وسيكون بإذن الله عونا لنا وللعاملين بالميدان لتحديد المواقع بدقة وتحديد مسارات التحرك لأي مهمه. ٭ كيف تتعاملون من خلف الشاشات من مركز القيادة والسيطرة مع الظواهر السلبية في الميدان... ؟ - بفضل من الله سبحانه وتعالى كما أشرت سابقاً وبفضل ماحققته حكومة خادم الحرمين الشريفين من تقنية حديثة سواء في مركز القيادة والسيطرة أو مالدى العاملين في الميدان من تجهيزات تقنية تساعدنا على سرعة متابعة أي ظاهرة سلبية تقع في الميدان لاقدر الله... وباستطاعتنا إتمام السيطرة الأمنية السريعة والمقننة لأي ظاهرة سلبية تقع في الميادين وفق خطط مرسومة من السابق لأي حدث أوظاهرة سلبية. ٭ كيف تقيمون مستوى التعاون من قبل الجهات الحكومية والمعنية مع المركز... ؟- مهمة الحج وخدمة ضيوف الرحمن مسئولية جميع الدوائر الحكومية ذات العلاقة وبعض المؤسسات وعادةً يتم التنسيق مابين الأمن العام وكافة الدوائر الحكومية من قبل بداية مهمة الحج بفترة زمنية كبيرة ليتسنى دراسة الخطط والتعليمات كل فيما يخصه وبفضل من الله سبحانه وتعالى التعاون قائم ولاتوجد ولله الحمد أي سلبيات بل هناك الكثير من الإيجابيات التي تساهم في معالجة أي أخطاء أو أحداث تقع أثناء فترة الحج وأرى أن هذا التنسيق والتعاون يتميز عاما بعد عام وهو مؤشر قوي لمدى الانسجام التام بين الجهات المكلفة بالمهمة ٭ هل هناك تقسيم للمشاعر داخل المركز...؟ - المركز مسئول عن كافة المواقع في المشاعر المقدسة بحيث نبدأ في جمع المعلومات اللازمة والخطط عند بداية التشغيل مثل يوم عرفه يتم التركيز على عرفة والمساهمة في تقديم كافة الخدمات الأمنية المطلوبة مع العلم أننا كذلك نتابع مايجري في مزدلفة ومنى والخطوط الرابطة بينهما أثناء تواجد الحجاج في عرفة بالإضافة لمتابعة الحرم المكي ومكةالمكرمة فالمركز يقوم بمتابعة كافة المواقع التي لها علاقة بمهمة الحج طيلة أيام المهمة أما التقسيم فهو محدد إدارياً لكل مشعر ومحدد ميدانياً لكل قيادة. ٭ هل ترون أن القطاع الخاص بإمكانه الاستفادة من المركز لتطوير أعماله... ؟ - القطاع الخاص ضمن منظومة العمل التي تحظى باهتمام وعناية المركز.. ولكن إلى الآن ليس لدينا ممثلون لهم عدا مندوبين لبعض الجهات التي تختص بالعناية بالمهمة وربما مستقبلاً تبرز الحاجة لمشاركتهم والمركز يرحب بانضمام أي ممثل لأي جهة تفيد في تنفيذ المهمة والمركز مهيأ للجميع ويقدم خدماته لضيوف الرحمن والمشاركين في خدمتهم سواءً قطاع عام أو خاص.