في الوقت الذي صب فيه لاعب النصر المعتزل فهد الهريفي جام غضبه على لاعبي المنتخب الوطني بعد الخسارة غير المتوقع من المنتخب الكويتي في افتتاح مباريات المنتخبين ضمن دورة كأس الخليج السابعة عشرة عبر الاتصال المباشر الذي أجرته معه القناة الرياضية الثالثة عقب المباراة مباشرة، وخص بعضهم بتحميله أسباب الخسارة من أمثال العملاق الآسيوي محمد الدعيع متناسياً في السياق نفسه أن الفريق الكروي يمثل مجموعة من اللاعبين وكما أن الجميع يحتفل بالنصر، فمن باب أولى أن يتحمل الجميع الخسارة وهو الشأن السائد على مستوى العالم والمدركين للأمور غير الهريفي طبعاً. وإلاّ كيف وصلت الكرة لمرمى الدعيع ألم تقطع من أحد اللاعبين في منتصف ملعبنا؟ وألم يتهور أحد المدافعين في محاولته إبعاد الكرة بطريقة يائسة لتسقط أمامه ويسقط هو معها دون حراك. قد يكون الدعيع أخطأ في محاولته إبعاد الكرة بقدمه لكن لو وقف الدعيع بعد أن لعب المطوّع الكرة من فوقه باتجاه الشباك وهل كان سيلام عندها ثم كيف ستكون الحال لو أن أحد لاعبي الدفاع ساعد الدعيع في محاولاته البطولية لإبعاد الكرة ألم يكن الوضع سيتغيّر علماً بأن الكرة ارتدت للمهاجم الكويتي ثلاث مرات نجح الدعيع في إبطال محاولتين منها ولو كانت هناك مساعدة من أحد لاعبينا لتغيّر الوضع تماماً علماً بأن اللاعب الوحيد الذي حاول مساعدة الدعيع هو سعود كريري لاعب الوسط في حين بقي المدافعون متفرجين. ثم إن الهريفي لم يتوقف عند هذا الحد وأخذ يتطرق لأمور مضى عليها أكثر من عشر سنوات متفاخراً بالسنوات الطويلة التي قضاها في الملاعب متناسباً في الصدد نفسه ما قام به خلال هذه السنوات من خذلان لفريقه وجماهيره خصوصاً في حادثته الشهيرة عندما رفض الاعتذار للجماهير النصراوية إثر اشتراط الإدارة النصراوية هذا الأمر بعد أن ترك الفريق قبل مباشرة مصيرية ضد الهلال وذهب للخارج للاحتفال وفضّل الاعتزال على الاعتذار ليعود بعد عامين من الانقطاع ويشارك الفريق في كأس العالم للأندية في نسختها الأولى والجميع يتذكر ما حدث منه تجاه مدرب فريق بعد أن استبدله في آخر مباريات البطولة والألفاظ النابية التي صدرت منه وسمعها العالم بأسره على الهواء مباشرة وليتم إيقافه من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم. وبعد كل هذا يأتي «لينظر» ويشتم نجوم منتخبنا وزملاء عاصروه في آخر مراحل سيرته. وعلى النقيض من ذلك ظهر بشار عبدالله لاعب المنتخب الكويتي الخلوق عبر وسائل الإعلام الخليجية ويقول إن الأخضر لا يستحق الخسارة اطلاقاً وأن نجمه وعملاقه محمد الدعيع لا يمكن أن يحمل مسئولية الهدف الثاني، بل وعاتب الحكم النرويجي بعد منحه البطاقة الحمراء لنجم منتخبنا محمد نور مشيراً إلى أن الحكم قد تسرع في قراره وأن نور لا يستحقها. هذا الكلام جاء من لاعب منافس لكنه مثالي وصاحب فكرة راق وأخلاق حميدة وسلوك مهذب وضع الأمور في نصابها الحقيقي ولم ينحرف خلف العاطفة الهوجاء أو المصالح الشخصية.