إن كثرة التشعبات العصبية الموجودة في الحوض ووجود أكثر من عضو حساس في هذه المنطقة المعقدة مثل المثانة والرحم وملحقاته والمستقيم وحلقة الشرج، وكذلك شرايين الحوض التي تغذي الأطراف السفلية، كل هذا يجعل من الحوض ملتقى أهم الأعصاب، ولا ننسى الأعصاب التي تتفرع من بين خرزات العمود الفقري وتنزل إلى الحوض، فاذا صادفت ان أصيبت المرأة بأي عارض صحي أو صدمة أو وباء له طابع العدوى أو مرض الانزلاق الغضروفي فلابد أن تتأثر أعصاب الحوض عندها مما يسبب لها أوجاعاً في أسفل الظهر والبطن. إن تركيب الحوض لدى المرأة معقد جداً وتتعدد أنواع الآلام التي تصدر عنه ولا مجال للشك بأن شكوى المرأة من آلام تزعجها في الحوض لها ما يبررها ويجب البحث عنها والتدقيق في أسبابها للوصول إلى النتيجة المرجوة في المعالجة، لذا يجب علينا ان لا نستخف بمثل هذه الأمور، كما أن على المريضة حينما تشعر بمثل هذه الآلام أن تقوم بمراجعة الطبيب المختص لمعرفة السبب. الاستشارة الطبية لمشاكل الحوض إن التفسير الصحيح للألم الباطني يعتبر من أكثر الأمور تحدياً للطبيب. ويعود السبب بشكل جزئي إلى أن منطقة الحوض والبطن مزدحمة بالاعضاء القابلة للتوعك والاضطراب، لذلك يجب على المرأة أن تشخص المشكلة بنفسها وما تخبر به الطبيب خلال الفحص قد يكون أكثر أهمية من سلسلة من التحاليل المخبرية، إن طلب مساعدة الطبيب أمر ضروري في هذه الحالات لأن المعالجة المبكرة ضرورية لحماية الحياة والإنجاب. ولمنع الأمراض الحادة من التحول إلى حالات مزمنة حتى ولو كان ما تعاني منه المرأة مجرد نوبة غازات أو مغص شديد فإن تشخيص الطبيب ومعرفة السبب يؤمنان راحة البال للجميع، لذلك يجب مراجعة الطبيب في حالة وجود ألم شديد ومغص مصحوب بالغثيان والتقيؤ أو الإغماء أو إذا حدث مغص شديد بعد الولادة أو إثر عملية إجهاض أو في حالة وجود لولب، كما يجب مراجعة المختص إذا حدث ارتفاع في حرارة الجسم مع وجود ألم شديد في البطن وتعرق ورعشة، قد يتطلب من الطبيب بعد أخذ القصة المرضية القيام ببعض التحاليل الطبية مثل تحاليل البول والدم واخذ صورة صوتية أو شعاعية للحوض وفي بعض الحالات قد يضطر الطبيب الى إجراء فحص بالمنظار للبطن. إن آلام الحوض كما ذكرت من المشاكل المعقدة وتحولها لأمراض مزمنة قد يؤثر وبشكل قطعي على حياة المرأة فقد تكون من المسببات الرئيسية لتأخر الانجاب وربما عدم الانجاب بالإضافة للآلام الشديدة التي قد تحدث أثناء الجماع مما قد يؤثر على حياتها الزوجية، لذا يجب عدم التهاون بالاستشارة الطبية العاجلة وأخذ العلاج المناسب والمداومة عليه ومراقبة حالة التحسن أو العودة مجدداً للطبيب إذا لم يلاحظ استجابة.