منذ أن شرعت في كتابة عمود "نثار" وأنا أنادي بتعميم التأمين الصحي على جميع المواطنين وذلك لعجز نظام العلاج المجاني المعمول به حالياً عن تقديم هذه الخدمة لهم، وآخر مقال كتبته في هذا الصدد كان بعنوان "الواقع دائماً أغرب من الخيال " وقد نشر في صحيفة "الرياض" بتاريخ 2005/2/17، ولهذا فقد سعدت كل السعادة حين قرأت تصريح وزير الصحة في صحيفة المدينة العدد الصادر بتاريخ 2005/1/21الذي يقرر فيه ان الوزارة ستقوم بخصخصة كافة مستشفياتها ومرافقها الصحية بعد تطبيق التأمين الطبي على كافة المواطنين خلال السنتين القادمتين وذلك لجميع الفئات، وقد سعدت بصفة خاصة لقول الوزير إن قرار التأمين اتخذ بعد دراسات مستفيضة أجريت على الوضع الصحي في المملكة وحق لي ان أسعد فالقرارات وأحياناً المصيرية تتخذ دون أي دراسة ولا تلبث أن تؤجل أو تجمد أو تصبح حبراً على ورق وذلك مثل بعض قرارات وزارة العمل التي اتخذت في السنين الماضية، على أن تصريح وزير الصحة يحتاج إلى إيضاح فهو حين يتحدث عن جميع الفئات لا يعني فيما أحسب موظفي القطاع الخاص الذين يتمتعون حالياً بتأمين يوفره لهم هذا القطاع، وإنما يقصد منسوبي الخدمة المدنية وعائلاتهم الذين توفر لهم الدولة العلاج المجاني في الوقت الحاضر لأنني أشك في أن الدولة ستكون قادرة على إتاحة التأمين الصحي لجميع فئات المواطنين كما قال الوزير ولابد أن الدراسة التي أشار إليها الوزير قد أخذت هذه النقطة في الاعتبار. وعلى أية حال فلابد أن نشيد بخصخصة المستشفيات الذي يقتضيه التأمين الطبي على ألا يعني ذلك إلزام المواطن بالتعامل مع مستشفى معين قد لا تتوفر فيه الأجهزة اللازمة لعلاجه كما يحدث لبعض منسوبي القطاع الخاص، وفي كل الحالات نتمنى لوزارة الصحة النجاح في تحقيق طموحاتها التي إن نجحت فستحل مشكلة من أكبر المشاكل التي يعاني منها المواطنون.