بعنوان «خرافة التقدم والتأخر»؛ صدر عن دار الشروق بالقاهرة كتاب جديد للمفكر الدكتور جلال أمين؛ يثير فيه شكوكاً حول صحة الاعتقاد بفكرة التقدم والتخلف، وما إذا كان من الجائز وصف دول أو أمم بأنها متقدمة، وأخرى بأنها متخلفة أو متأخرة. ويرى د.جلال أمين في كتابه المهم؛ الذي يقع في مائة وخمس وسبعين صفحة؛ أن فكرة التقدم والتخلف ليست موغلة في القدم، ولا هي بديهية كما يدعي البعض، وأن التقدم والتخلف لا يقاسان بالنمو الاقتصادي وحده، ومن السخف اعتبار بعض الأمم أكثر تقدماً في مضمار (التنمية الإنسانية) من غيرها، وبالتالي فإن اتهام العرب بأنهم متخلفون في هذا المضمار هو اتهام مرفوض تماماً. ويشير د.جلال أمين إلى أنه ليس من السهل اعتبار بعض الأمم أكثر تمتعاً بالحرية من غيرها، فالديمقراطية ليست في عصر ازدهار كما يُشاع، حتى في الدول المسماة بالدول الديمقراطية، كما ان ما يُعتبر من حقوق الإنسان يختلف بالضرورة من ثقافة إلى أخرى. ويوضح د.أمين أن ثورة المعلومات قد تجلب من الأضرار ما لا يقل عن منافعها، أما وصف بعض الدول والأمم بالإرهابية فهو اختراع حديث يراد به السيطرة على موارد ومقدرات هذه الدول والأمم. ويرى د.جلال أمين أن الكاتبين الشهيرين ألدوس هكسلي وجورج أورويل كانا على صواب عندما تصوّرا مستقبل الحضارة الغربية على أنه (تَقَدُّمٌ إلى الخلف)، ومن ثَمَّ فإن الإصلاح المنشود في عالمنا العربي ليس مقترناً بالضرورة بأن نفعل مثلما فعل الآخرون، فالحداثة شيء والإصلاح شيء آخر.