الشاعر الدكتور كمال نشأت واحد من رواد الشعر الجديد في مصر والعالم العربي، بدأ في كتابة ونشر الشعر الحر (التفعيلي) منذ مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وأسس مع رفقاء جيله حركة شعرية مغايرة، اعتبرها الكثيرون في ذلك الوقت تمرداً وخروجاً على السائد والمألوف. وقد نال د.كمال نشأت العديد من الجوائز والأوسمة على مدار تاريخه الشعري الطويل، آخرها منذ فترة وجيزة جائزة التميز 2005 التي منحها له اتحاد الكتاب المصريين، وقيمتها عشرون ألف جنيه مصري. وقد التقت (ثقافة اليوم) بالدكتور كمال نشأت ليتحدث عن جائزته الأخيرة وتاريخه الطويل مع الإبداع، فقال: إن سعادتي غامرة بتكريم اتحاد الكتّاب لي، ولا شك في أن قيمة الجائزة لا تتحدد في المبلغ النقدي بقدر ما تومئ به من تكريم معنوي يفوق أية جائزة مالية. فاتحاد الكتّاب المصريين هو أكبر جهاز رسمي يضم أدباء مصر، وأعضاؤه حوالي ألفين ما بين روائي وشاعر وناقد. فحينما يُجمع الاتحاد الذي يمثل أدباء مصر كلهم؛ وهو جهة رسمية تابعة لوزارة الثقافة المصرية؛ على تكريمي، فإن اختياره هذا يكون (على العين والرأس). وأشكر كل من شجعني وكرمني عبر مشواري الشعري الطويل، ابتداءً من ديواني الأول «رياح وشموع» الذي صدر في عام 1951. وحول محطات التكريم في حياته وصورها المتعددة خلال رحلته الشعرية الطويلة، يقول د.كمال نشأت: بصدور ديواني الأول في مطلع الخمسينيات، وبالشعر المشابه الذي كتبه رفقاء جيلي من بعدي، صرتُ باعتراف النقاد في الموجة الأولى من شعراء الشعر الحر (شعر التفعيلة)، وكان من الطبيعي منذ بداياتي أن أحظى ببعض الالتفات من النقاد وبصور التكريم المتعددة، حيث كتب عني كثيرون من أمثال الدكتور أحمد زكي أبو شادي، والدكتور أحمد هيكل، وكامل الشناوي، والدكتور محمد مندور، والدكتور حامد أبو أحمد، والدكتور محمد مصطفى هدارة، والدكتور يوسف نوفل، وغيرهم. وخلال تاريخي، أخذت حقي كاملاً من الاحتفاء النقدي، كما أُعدّتْ حول تجربتي الشعرية العديد من الرسائل الجامعية بين ماجستير ودكتوراه، منها رسالة الدكتوراه التي ستجري مناقشتها بعد شهرين في جامعة القاهرة بعنوان «كمال نشأت بين الرومانسية والواقعية»، وهي من إعداد الباحثة أماني حافظ. ومن صور التكريم الأخرى التي أحاطتني؛ بخلاف الجوائز التي نلتها؛ تلك الاحتفالية التي أقامها لي المجلس الأعلى للثقافة منذ قرابة أربع سنوات في قاعة المؤتمرات بالمجلس، وبحضور نخبة من نقاد وأدباء مصر، ومنهم: الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور عبد المنعم تليمة، والدكتور صلاح رزق، والدكتور حسن فتح الباب، والشاعر عبد المنعم عواد يوسف، والدكتور حامد أبو أحمد، وغيرهم. ولا شك في أن هذه الصور المتعددة للتكريم، وآخرها تكريمي بمنحي جائزة التميز؛ تثلج صدري، وتدعم بقوة موقعي في ريادة حركة شعر التفعيلة منذ الخمسينيات وحتى اليوم.